مقالات

حمدي رزق يكتب: وكلٌّ يدّعى وصلًا بـ«ليلى»

حمدي رزق يكتب: وكلٌّ يدّعى وصلًا بـ«ليلى»

حمدي رزق يكتب: وكلٌّ يدّعى وصلًا بـ«ليلى»
حمدي رزق

وليلى فى دمشق، لا ترد لهم وصالا، للسياسة أحكامها كما يقولون، واتصال وزير الخارجية «بدر عبدالعاطى» بوزير الخارجية السورى «أسعد الشيبانى» يدخل فى باب أحكام السياسة.

الواقعية السياسية تحكم الموقف المصرى كما حكمت (البراجماتية السياسية).. مواقف عواصم عربية وغربية قبلت النظام السورى الجديد على مضض، وقتيا ومرحليا حتى يبين وجهه الملون بأصباغ سياسية فاقع لونها.

وكلٌّ يدّعى وصلًا بليلى، ولكل حساباته المرحلية، وكل مرحلة لها حساباتها، هناك فى دمشق نظام سورى جديد يتشكل على الأرض المبللة بالطائفية والجهوية والإثنية والعرقية، يتشكل بدعم تركى ومظلة غربية/ عربية.

واقعيًا، لابد من التفاعل مع الواقع السورى، وصلًا بليلى (دمشق)، والتعرف على مكوناته، واستكشاف مستقبليات العلاقات المصرية السورية التى تعد استراتيجية بحكم الموقع والتاريخ، دمشق البوابة الشمالية للنظام العربى كما يصفون.

ليس خافيًا على الحكومة المصرية خلفيات ليلى وتفضيلاتها السياسية التركية، وليس جديدًا على الأسماع أن النظام السورى الجديد من خلفيات جهادية (إرهابية)، ومنطلقاته إخوانية، وهذا من المحرمات السياسية المصرية.

القاهرة بخبرتها ببحر عربى متلاطم الأمواج يضرب الشواطئ المصرية من الجهات الأربع، ترصد تحولات رموز النظام السورى السياسية التى تتشكل تباعا وسط ترحيب عربى/ غربى حذر.

رسل الغرب، وبعثاته الاستكشافية، الاستخباراتية تدق أبواب (دمشق) للتعرف على سكان القصر الجدد، تمد وصالا بليلى كما هو منسوب لشاعر العربية الكبير «أبو العتاهية» فى بيت الشعر أعلاه.. وليلى عكسا للبيت الشعرى، لا ترد وصالا.

لم يكن متصورا قطيعة بين القاهرة والنظام الجديد فى دمشق، الواقعية (البراجماتية) السياسية تترجم انفتاحا محسوبا سياسيا، وصلا بليلى، تقديم (السبت) دبلوماسيا فى انتظار ما تسفر عنه بقية الأيام سياسيا.

هكذا سعت وتسعى عواصم عالمية وفى مقدمتها واشنطن إلى التعرف على ليلى فى دمشق، لا يختلف موقف واشنطن عن موقف القاهرة من التنظيمات الإرهابية المسلحة، بل تزيد واشنطن فى رفضها لهذه الجماعات إلى حد تصنيفها إرهابية، ورصد مكافآت مالية عابرة للحدود لمن يقبض على منتسبيها الذين صاروا سكان القصر فى دمشق. أنقرة تدعم بسخاء، واشنطن تدرس بتروٍّ، الخليج يبادر بانفتاح، والقاهرة تتحسب للمآلات، وحكمتها مستمدة من المعانى القرآنية السامية، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم للقاهرة باحتضان قيادات الجماعات الإرهابية فلها؛ أى فعليها، وعلى نفسها جَنَت براقش، أقصد ليلى!

اتصال الدكتور عبدالعاطى لا يترجم تطبيعًا سريعًا مع نظام (قيد التشكيل)، ولكنه توكيد مصرى على ثوابت بعينها، حواها البيان الرسمى الصادر عن الخارجية المصرية وخلاصته: «وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السورى، ودعوة كافة الأطراف السورية إلى إعلاء المصلحة الوطنية، ودعم الاستقرار فى سوريا والحفاظ على مؤسساتها الوطنية ومقدراتها ووحدة وسلامة أراضيها». عين مصر الحارسة على الدولة الوطنية فى سوريا خشية اختطافها لصالح جماعات لا ترعوى لحدود الأوطان، وتوقى التدخلات الإقليمية والدولية الطامعة، والحفاظ على وحدة الأراضى السورية، ولجم الأطماع الدولية فى مقدرات الدولة الوطنية السورية.

مصر لم تتصل بـ (ليلى) تطلب وصالا، بل وصلا بعلاقة استراتيجية تاريخية مستدامة، لا تترجم دعما لجماعات إرهابية استولت على الحكم فى سورية بليل، بل تلبية لمعطيات واقع جديد يتشكل من رحم الأزمة السورية التى مزقت النسيج الاجتماعى السورى، وشتت شعبه فى المنافى، وبين ظهرانينا ملايين منهم.

 

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى