أخبار الرياضةمقالات

من جمع القمامات لجمع أرفع الكؤوس العالمية والميداليات

من جمع القمامات لجمع أرفع الكؤوس العالمية والميداليات

من جمع القمامات لجمع أرفع الكؤوس العالمية والميداليات
لاعب نغولو كانتى

كتب: د.محمد كامل

قصة كفاح تبدو كأنها فيلم سينمائي ،بل وربما ستجد فى هذة القصة فوائد من الممكن الاتجدها فى كثير من الأفلام .وبطل تلك القصة هو ماكينة خط الوسط الفرنسى نغولو كانتى .

تنحدر أصول بطلنا من إفريقيا منبع الذهب ومنجم الخير ،فهو من عائلة فقيرة من دولة مالى حيث هاجر أبوية منذ الصغر إلى عاصمة النور باريس للبحث عن لقمة العيش. ولكن لم تكن الحياة سهلة فى فرنسا كما كانوا يظنون فلم يجد عملا سهلا إلى فى جمع القمامة وكان كانتى صغيرا فأخذ يبحث عن عمل مناسب للمساعدة فى المعيشة ولكن قصر قامتة كان عائق كبير لة فاضطر لمساعدة والدة فى جمع القمامة. كان يسير على قدمية مسافات فى باريس ليجمع القمامة ويعطيها لشركات إعادة التدوير كى يحصل على مال وفير وسريع .

جاء مونديال فرنسا ١٩٩٨ ليغير كثير من ذلك الطفل الذى بدأ حبة وشغفة بكورة القدم حيث وجد الكثير من لاعبى منتخب فرنسا ذات الأصول الإفريقية (باتريك فييرا -ليليان توران- نيكولاس انيلكا- زين الدين زيدان) قد أسهموا فى فوز فرنسا بكأس العالم عن جدارة بل. وانتزعوا الكأس من راقصى السامبا ،كل هذا استثار غيرة إبن الثمان سنوات بل وشعر بالفخر والاعتزاز والتصميم على مواصلة تلك الإنجازات. ومنها بدأ شغفة بالساحرة المستديرة ،التحق بفرق الناشئين وكان يبدو علية دائما الجد فى التدريبات كان قليل الكلام ،خجول لأقصى درجة. وكان له بصمة مؤثرة فى فرق الناشئين مما دعا لجذب الأنظار لتلك الموهبة الجديدة فى وسط الملعب. بدأت المسيرة الإحترافية للناشئ الموهوب بعد توقيع أول عقد احترافى لة وذلك عام ٢٠١٢ حيث التحق بفريق بولون الفرنسى ومن بعدها نادى كاين لمدة عامين.

حياة كفاح نغولو كانتى 

و بينما  بعد ذلك حدثت الطفرة الأساسية فى حياة كفاح ذلك النجم ،فمن جد وجد ,وبالفعل فقد وجد كانتى كل الخير حيث التحق بالدورى الأقوى فى العالم وهو الدورى الانجليزى وبالتحديد لنادى ليستر سيتى عام ٢٠١٥. وذلك بعقد ٨ مليون يورو. بدأت تضحك الحياة وتعطى له وجهها الحسن فاستطاع كانتى أن يقود منتصف ملعب ليستر سيتى فى أول موسم له ليس لأداء مشرف، أو مركز متقدم ، بل للفوز بالبطولة الاعرق فى تاريخ إنجلترا ،تفوق على عمالقة إنجلترا ،تخطى ليفربول ، مان سيتى ، الارسنال ، مان يونايتد ،تشيلسى ،كان إعجاز كروى بكل ماتحملة الكلمة من معنى.

انهالت العروض على النجم الفرنسى حتى نجح تشيلسى فى ضمة عام ٢٠١٦ واستطاع أن يفوز معة بالدورى الانجليزى للمرة التانية على التوالى فى تاريخ الاعب. واستطاع أن يحصد جائزة أفضل لاعب فى البطولة ، لاعب يحصل على بطولتين للدورى الانجليزى على التوالى مع نادين مختلفين أنة حقا لاعب مختلف .

تألق كانتى

و كما استمر كانتى فى التالق ولكنه كان تألق من نوع خاص فاستطاع أن يكون ضمن كتيبة التاريخ والتى استطاعت الفوز بكأس العالم ( مونديال روسيا) عام ٢٠١٨ بعد التغلب على كرواتيا فى المباراة النهائية. حيث تألق كانتى واستطاع ظبط ايقاع وسط الملعب مع زميلة بوجبا ليقود الديك الفرنسى للتتويج باللقب الأغلى عالميا للمرة الثانية فى تاريخه.

بالأمس كان يشاهد زيدان وتوران وفييرا وكان يحلم بما حققوا والاغن هو على منصة التتويج أمام رئيس اللعبة الشعبية الأولى على العالم. ولكن هل اكتفى كانتى بما قدم ورضى ودعا للكسل والراحة ،لا بل قاد تشيلسى مرة أخرى للقب جديد وهو الدورى الأوروبى عام ٢٠١٩ على حساب غريمة الارسنال ثم يظل محافظ على مستواة ليكلل جهوده وجهود فريقة للفوز باللقب الأغلى أوروبيا بل الأعلى تسويقي على مستوى العالم كلة وهو دورى أبطال أوروبا ، أعظم بطولات القارة العجوز حيث قاد فريقة للفوز على المرشح الأول للقب وهو مان سيتى وكان لتحركات وصمود ولياقة كانتى فى منطقة وسط الملعب دور هام فى غلق المحور الهجومى الكاسح لأبناء جوارديولا الذى لم يجد حلا طيلة المباراة لاختراق ذلك الجدار الفولاذى فى وسط الملعب بل

واضاف بعد المباراة (كم اتمنى أن امتلك لاعب ذكى مثل كانتى فلك أن تتخيل فريق بة وسط ملعب يحتوى على كانتى وديبروين ولكن إدارة تشيلسى لن تتركة ) ،تالق دبابة وسط الملعب فى تلك البطولة ككل حيث كان مشوار صعب منذ أن أقصى أتليتكو مدريد بطل الليجا فى ربع النهائي ثم تخطى الملكى الاسبانى ريال مدريد فى نصف النهائي ، هى العزيمة والمرأة. الإصرار والتحدى ،كل هذا جعل من مجرد طفل صغير يهاجر مع والدية للبحث عن لقمة العيش بالكاد يجد قوت يومه جعل منة حلم لأكبر الأندية العالمية ،كانتى أعطى درسا مهما فى العزيمة والوصول للهدف فبعد أن كان صبى يجمع القمامة والفضلات أصبح نجم يجمع الكؤوس والبطولات .

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى