دكتور سيد خاطر يكتب/ مليون حسرة على مصر .. ولا عزاء !
د. سيد خاطر يكتب/ مليون حسرة على مصر .. ولا عزاء ! شارع الفجالة العريق، يشير بوضوح إلي التحول المُزوي الذي شهدته مصر منذ أربعة عقود تقريباً .
فقد كان هذا الشارع مشهوراً بأنه شارع الثقافة والمثقفين حيث تنتشر علي جانبيه أشهر المكتبات والمطابع التي تحفل بالإبداعات الأدبية لكبار الكُتاب امثال:
( طه حسين / عباس العقاد / نجيب محفوظ / يوسف إدريس / مصطفي محمود …. وغيرهم )
وتجاورها مكتبات متخصصة في الكتب والأدوات الدراسية .. ثم رويداً رويداً، بدأ غزو من نوع تجاري غريب يتناقض كل التناقض،
مع طبيعة هذا الشارع الذي كان يُغذي العقول .. إنها تجارة الأدوات الصحية التي تعتني،
بإفرازات غذاء البطون .. تلاشت المكتبات والمطابع تماماً إلا من بعض مكتبات الأدوات الدراسية !!
شارع الفجالة قديماً:
كان شارع الفجالة من الشوارع النظيفة الراقية يتوسطه ترام مزدوج يتفرع عند انحناءة الشارع إلي اتجاهين .
ورغم ذلك كان شارعاً متسعاً هادئاً .. أما اليوم فرغم إلغاء الترام ورغم تحويله إلي شارع أحادي الاتجاه .
إلا أن محاولة المرور منه أمر يكاد أن يكون مستحيلاُ .. فسيارات النقل بجميع أنواعها تسُد مداخله وتصطف علي جانيه بعشوائية تتناسب مع طبيعته الجديدة المؤسفة .. طبيعة التردي .
شارع الفجالة هو عنوان التطور المصري من الاهتمام بغذاء العقول .. إلي الاحتفاء بإفرازات المؤخرات .. بكل الحسرة والألم .. لا عزاء للمترحمين والمترحمات علي زمن قد ولي وفات .
