دينا شرف الدين تكتب: التريند المصرى.. العالم الدكتور محمود عبد العاطى.. يانج عبد العاطى كارلو
{والدي صاحب الفضل الأول، أول من حببني في الرياضيات، قبل أن ابدأ الدراسة كان يعلمني في المنزل الحساب البسيط من جمع وطرح، والخطوة الثانية كانت في المدرسة منحني المدرسين إحساس كبير بأنني عبقرى رياضيات، فى رأيى هذا سبب نجاحى الثقة التى منحني إياها كل من حولي}..
دكتور محمود عبدالعاطى عالم الرياضيات.
كما هو المعتاد هناك طابور طويل وقائمة مفتوحة تتنوع ما بين علماء ومخترعين ومبدعين مصريين ملء الأسماع والأبصار بكافة أنحاء الأرض ، تتصدر أسمائهم التي تقترن بمصر الصفوف الأمامية بمختلف المجالات.
أما عن بطل التريند المصري بمقال اليوم ، فهو عالم الرياضيات الدكتور (محمود عبد العاطي):
– عن الدكتور محمود عبد العاطي :
– فقد جاء الدكتور محمود عبدالعاطي، من أقصى الصعيد (محافظة سوهاج)،
– كانت الرياضيات شغفه الأول منذ طفولته، ووصل معها لدرجة العشق والتوحد علي حد قوله
إذ يقول دكتور عبدالعاطي في حديثه: «كنت عاشقا للرياضيات منذ نعومة أظافري، لكن إيمان وحلم والدي هو من دفعني لاستكمال الطريق الذي رسمه لي، وفي الحقيقة خلال تلك الرحلة عشقت الرياضيات وتوحدت معها».
– حيث اعتاد الطفل محمود عبدالعاطي أن يسير قرابة الثلاث كيلومترات ذهابا ومثلهم إيابا خلال رحلته التعليمية، فيقول في حديثه:
– «أنا من مواليد قرية الخيضر في محافظة سوهاج، ولسوء الحظ لم يكن في قريتي أنذاك مدرسة، وكانت المدرسة الابتدائية والإعدادية في قرية الشيخ شبل وهي تبعد قرابة الثلاث كيلومترات، وكنت مضطر يوميا أن أسير تلك المسافة مرتين».
– فقد خرج محمود من قرية أغلبية من فيها لم يكمل تعليمه، والبعض لم يتعلم أصلاً ، لكن العائلة كانت هي الدافع، اذ يقول دكتور عبدالعاطي:
– «عائلتي كانت خير حليف لي في حياتي العلمية والمهنية، والدي منحني كل شيء وكان يعتبرني أنا وشقيقي إرثه الخاص، وكان يزرع فينا أن العلم، والعلم وحده ما يمنح الإنسان قيمة للحياة».
– كان الشاب محمود كغيره ممن تلقوا تعليمهم في مصر، وخانهم التنسيق الخاص بالثانوية العامة، إذ درس في كلية العلوم قسم الرياضيات، والتي لم تكن اختياره الأول، لكن القدر هو من اختار قائلاً :
– «الحقيقة إن التنسيق لم يكن في صالحي، كنت ادرس بنظام العلمي رياضة، وكنت أمني النفس بالدخول لكية الهندسة لكن مجموعي لم يؤهلني فكان الاختيار لكلية العلوم، ولم أدخل في نوبة اكتئاب، بل رأيتها فرصة للتخصص أكثر فأكثر، وحصلت على تقدير امتياز على مدار دراستي وتم تعييني معيدا بالجامعة».
– كانت مسيرته العلمية نموذجاً ملهماً للنجاح ، فقد أنتج خلال سنوات عمله العشرات من الأوراق البحثية، وكان ترشحه لجائزة Qin-Jiu-Shao على خلفية ابتكاره واحدًا من أهم المؤثرات الرياضية في العالم والمعروف على نطاق واسع باسم «يانج عبد العاطي كارلو»، والتي شارك فيها مع إثنين أخرين أحدهم صيني والأخر إيطالي، وتم تسجيل براءة الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية.
– حيث يشغل الدكتور محمود عبد العاطي حالياً منصب رئيس مركز العلوم الطبيعية بأمريكا، ونائب رئيس الاتحاد الإفريقي للرياضيات، ومدير مركز العلاقات الدولية جامعة سوهاج، وأستاذ بقسم الرياضيات كلية العلوم بنفس الجامعة، وأستاذ المعلوماتية والأمن السيبراني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معامل التأثير العربي باتحاد الجامعات العربية،إلى جانب حصوله على أعلى الدرجات العلمية في مجال تخصصه مثل درجة دكتوراه العلوم D. Sc. في المعلوماتية الكمية، والدكتوراه في ميكانيكا الكم والرياضيات التطبيقية، و عدد 3 براءات اختراع مُسجله بأمريكا.
– كما حصل على 24 جائزة وتكريم منذ دخوله الجامعة حتى اليوم، حيث نشر 271 بحثًا في مجلات علمية دولية، و كذلك شارك في 123 مؤتمر دولي وورش عمل دولية ومحلية، وله كتابان منشوران في دور نشر دولية.
– منحت دولة الصين العالم المصري الدكتور محمود عبد العاطي جائزة أفضل علماء الرياضيات في العالم لعام 2023. لكونه واحداً من أهم علماء الرياضيات في العالم، ولمساهماته الأساسية في الخوارزميات والبصريات الكمومية.
*إذ جاء في خطاب المؤسسة لاختيارها منح جائزتها السنوية لـ«عبدالعاطي»:
«منحت الجائزة هذا العام لواحد من أهم علماء الرياضيات في العالم وذلك، لمساهماته الأساسية في الخوارزميات الكمومية، والبصريات الكمومية، وابتكار واحد من أهم المؤثرات الرياضية في العالم والمعروف على نطاق واسع باسم يانغ عبدالعاطي كارلو».
– يحكي «عبدالعاطي» عن علاقته بالعالم الراحل الدكتور أحمد زويل ، صاحب جائزة نوبل في العلوم، قائلا: «خلال وجودي بألمانيا للحصول على درجة الدكتوراة صادف وجود الدكتور أحمد زويل هناك أيضا، لم يكن حينها قد وصل إلى الشهرة الواسعة فلم يكن آنذاك قد حصل على جائزة نوبل، وقادتني تلك الصدفة لبدء صداقة طويلة مع الدكتور زويل، ومن ثم اعتمد على وآخرون في تأسيس مدينة زويل، فكان بمثابة الرفيق والأب الروحي والمثال والقدوة لكثير من العلماء المصريين»
– أما عن كواليس فوزه بالجائزة يشرح «عبدالعاطي» كيفية فوزه:
– «تم ترشيح اسمي من قِبل عدد من العلماء من بين ٥ دول، وقامت اللجنة بتصفية كل المتقدمين واختيار الأفضل من بينهم، وكان أحد أهم شروط الجائزة أن يكون سبق للعالم أن أنتج نظرية أو وضع ابتكارا جديدا، وهو ما جعلني مؤهل لنيل تلك الجائزة لأنني أنتجت قرابة الـ ٢٥٠ ورقة بحثية وبراءة اختراع على مدار مسيرتي العملية».
– وعبر عبد العاطي عن امتنانه للتقدير الذي ناله من العلماء الآخرين الذي أطلقوا اسمه على المؤثر الجديد، (يانغ عبدالعاطي كارلو) تقديراً لدوره في ابتكاره، مؤكداً أن لحظات التكريم هي الأفضل في حياته، وتثبت له قيمة ما يقوم به من أبحاث علمية.
-تعد الجائزة الصينية Qin-Jiu-Shao التي حصل عليها واحدة من أهم الجوائز العالمية في الرياضيات والتى تم تسليمها في حفل كبير بدولة الصين ، إذ تأتي تخليداً للعالم الصيني الشهير شاو الذي قدّم نظريات كبرى في التحليل الرياضي استطاعت إيجاد حلول لعدد من المشكلات المعقدة.
حيث أكد الدكتور محمود أنه استطاع من خلاله تفسير عدد كبير من المشكلات التي لم يكن لها أي تفسير في الماضي، خاصة مع التقدم الكبير والمذهل في صناعة أجهزة الكمبيوتر، وخاصة الكمبيوترات الكمية.
إذ استطاع المؤثر الجديد إيجاد أفكاراً مختلفة لأزمات الدوائر الكهربائية، وهو ما جعل المسؤولين في المعامل المختلفة يتمكنون من تنفيذ أجهزة أسرع بكثير من الموجودة.
– وهو صاحب فكرة مشروع معامل التأثير العربي، والذي أعطى زخماً كبيراً للإنتاج الفكري العربي.
-كما أسّس عدداً كبيراً من المجلات العلمية العالمية، وانتخب في العديد من أكاديميات العلوم والمؤسسات العلمية.
-و قد تم اختياره ضمن قادة العالم الإسلامي ومجموعة علماء الصدارة في العلوم والهندسة على صعيد العالم الإسلامي في آخر عشر سنوات.
-فاز بعدد كبير من الجوائز، من بينهم جائزة الدولة التقديرية في العلوم التكنولوجية المتقدمة، وجائزة الدولة للتفوق في العلوم الأساسية، وجائزة الدولة التشجيعية، وغيرها الكثير من الجوائز.
يقول الدكتور محمود عبد العاطي : «شعور جميل جدًا لا يمكن وصفه لأنني أعتبر كل جائزة أحصل عليها بمثابة أمانة تحملتها ولابد أن أكون على قدر تحمل هذه الأمانة من خدمة وطني ورفع شأنه».
إلي لقاء غير منقطع مع نموذج جديد للتريند المصرى.