دينا شرف الدين تكتب: التريند المصري.. “ميرنا حسنى فخري” بنت شبرا
“ده مشهور أوي على السوشيال ميديا“.. “دى نجمة من نجمات التيك توك”.. “ده ولا دى ملوك التريند”.. جمل كثيرة من هذا القبيل تتردد بالسنوات القليلة الماضية حتى بلغت ذروتها بالعامين الماضيين، بعد أن بزغ نجم مشاهير السوشيال ميديا، وما يحققونه من شهرة واسعة وأموال طائلة، شريطة أن يعتنقوا عدة مذاهب جديدة أهمها التفاهة، وأبرزها الصفاقة والرذيلة والمتاجرات الرخيصة بالأعراض والخصوصيات التى نالت حتى من براءة الأطفال.
والكارثة الأكبر هى هذا الكم الهائل من المنساقين أو كما يسمونهم المتابعين الذين يقدرون بالملايين لهؤلاء الذين شكلوا مرضاً خبيثاً يضرب بكل قيم المجتمع والدين والأخلاق عرض الحائط.
فكيف نمنع أبناءنا من الخوض فى دهاليز هذا العالم الفاسد الذى استغرق به الكبير قبل الصغير، دون لحظة تفكير متعقلة أن هذا الانسياق، حتى وإن كان من باب الفضول ما هو إلا ترسيخ وتمكين لهؤلاء المفسدين عن طريق زيادة القاعدة الجماهيرية من المتابعين، حتى وإن كانت متابعاتهم وتعليقاتهم كلها سلبية.
لعلنا ننجو بأنفسنا وأهلينا من براثن السقوط فى هذه البئر العميق من الركاكة والرداءة وانعدام القيمة، لتتوجه أنظارنا وتتطهر أسماعنا وأبصارنا من التلوث، فنرى ونسمع ونقتدى بكل ما هو ذو قيمة وفائدة تستفيد من تجربتها أجيالنا الصاعدة الواعدة التى ستقود عما قريب قاطرة الانطلاق نحو التقدم والتطور الذى تأخر عقود.
أختص فى مقال اليوم نموذجاً جديداً مشرفاً للتريند المصرى الحقيقى:
“ميرنا حسنى فخري”.. الطالبة بكلية الصيدلة الجامعة البريطانية، والتى اشتركت فى مسابقة بجامعتها عن clinical skills وهو قسم يركز على المريض أكثر وعلاقته بالأدوية، إذ كان موضوع المسابقة عبارة عن تشخيص حالة مرضية بالكامل، وكتابة تقرير عنها يشمل الأدوية المطلوبة لعلاج الحالة بعيدا عن أى آثار جانبية.
فحصلت ميرنا على المركز الأول على الجامعة البريطانية.. ثم قررت أن تشارك فى مسابقة عالمية تقام كل عام بدولة مختلفة، وكانت المسابقة فى رواندا بأفريقيا إذ كان عدد المشاركين بالمسابقة 45 دولة.
وكانت ميرنا ممثلة لجامعتها، إلى أن جاءها اتصال قبل ميعاد السفر بيومين، يفيد بأن الدولة رشحتها نظرا لتفوقها أن تمثل مصر فى هذه المسابقة.
وبالفعل سافرت ميرنا.. وكانت الصدمة الكبيرة، إذ كانت أهم شروط المسابقة أن ممثل كل دولة يكون فريق مكون من 4 أفراد، فلم تستلم ميرنا أوراق الاختبار نظراً لكونها بمفردها، إلى أن تحدثت مع مسؤولة المسابقة البرتغالية وهى بحالة من الحزن لخوفها من فقدان الفرصة لتمثيل بلدها بالمسابقة، وبعد اجتماع اللجنة تقرر وضع بند استثنائى عن إمكانية قبول فرد واحد يمثل دولته، وبعدها استلمت أوراق الحالة، ولم يكن يتبقى سوى 6 ساعات فقط على انتهاء المسابقة.
قالت ميرنا: إن المسابقة كانت عبارة عن التعامل مع حالة مرضية صعبة متاح أمامها العديد من الأدوية الصحيحة والمناسبة للمرض والأعراض، على أن تختار المتسابقة الجرعات المناسبة، وقد استلمت الحالة التى هى (سيدة مسنة مريضة قلب)، وكان أمامها 6 ساعات وليس لديها سوى لاب توب والكتب الخاصة بها ومجموعة الأدوية.
وتابعت أنها عملت على استكشاف مدى فاعلية أو عدم فاعلية كل دواء تتناوله المريضة، واكتشفت أن دواءً بعينه، رغم أنه مناسب لضغط الدم ومرضى القلب، إلا أنه يقلل من تأثيرات أدوية أخرى، وبالتالى استبدلته بدواء آخر بتركيز مختلف، كما بدأت التحكم فى النظام الغذائى للمريضة التى كانت تتناول “الجريب فروت” والذى يتداخل مع أغلب الأدوية، وخصوصا أدوية الضغط والقلب.
وأكدت أن المنافسين لها كان لديهم 22 ساعة عمل وكل فريق مكون من 4 أشخاص، بينما كان أمامها 6 ساعات فقط، إلى أن فوجئت بالفوز بالمركز الأول فى المسابقة، رغم صعوبة المنافسة وضيق الوقت، لترفع اسم مصر بالمقدمة أمام دول العالم بهذا المحفل الدولى الكبير، وأكدت أنها تريد أن تعمل على رسائل الماجستير والدكتوراه إلى جانب الجزء العملى المتمثل فى التدريب فى المستشفيات.