رحل بعيدًا عن وطنه وآخر ألحانه بودعك… سطور من حياة بليغ حمدي في ذكرى ميلاده

تقرير: ثريا الصاوي

تحل علينا ذكرى ميلاد بليغ حمدي الذي ولد بمثل هذا اليوم عام 1931، هو أحد مبدعي الموسيقى في الوطن العربي، و لحن أجمل الألحان لعمالقة الغناء أبرزهم كوكب الشرق أم كلثوم، ميادة الحناوى، عبد الحليم حافظ، شادية، محمد رشدي لم يقتصر بليغ على تلحين الأغاني الرومانسية فقط بل إنه برع فى تلحين الأناشيد والأغانى الدينية التى تعاون فيها مع الشيخ سيد النقشبندى ومنها لحن مولاي.

نشأة وبداية مسيرة عملاق الموسيقى العربية بليغ حمدي

ولد بليغ بن عبد الحميد حمدي مرسي في 7 أكتوبر 1931 وأتقن عزف آلة العود في سن التاسعة، التحق بمعهد فؤاد الاولانى للموسيقي ( معهد الموسيقى العربية حالياً) وبدأ حياته الفنية كمغنى حيث سجل 4 أغاني في الإذاعة المصرية هما “ليه لأ، ليه فاتني ليه، تحبنيش بالشكل ده” مع المطربة فايزة أحمد، ، و اتجه للتلحين وسطع نجمه سنة 1957، تعاون حمدي مع أساتذة الطرب العربى وحقق نجاح جماهيري كبير معهم، وتوالت أعماله الغنائية المميزة على مدار سنوات عديدة.

بليغ حمدي مع كوكب الشرق أم كلثوم

تعاون ملك الموسيقى العربية بليغ حمدي بعمل 11 أغنية لكوكب الشرق منها “أنساك، حب إيه، ألف ليلة وليلة، ظلمنا الحب، بعيد عنك، سيرة الحب وغيرها من الأغاني الراكزة في أذهان متابعيهم حتى وقتنا هذا.

زواج بليغ للمرة الأولى

اتجه بليغ إلى المعمورة ليتفرغ للتلحين، وفجأة بإحدى الليالي يتصل “بالخميسي” قائلًا: “سأتزوج الليلة” ليرد عليه “من التي ستتزوجها” ويجيبه “آمال وينادونها أمنية طحيمر” ويستمر الحوار بعبارة «اللي قابلتها في المعمورة؟، يا جدع حرام عليك البنت غلبانة سيبها في حالها» وبالفعل يتزوجها بسرعة بحضور خالتها التي كانت ترفض زواجهما وتشعر بأنها لن تدم، إلا أن الفتاة العشرينية يبدو أنها عاشقة بالفنان أما هو فلا أحد، وبعد شهرين انفصلا وعادا ثم تطلقا.

بليغ حمدي ووردة تجمع بينهم أعمال ناجحة وأشهر قصة حب 

اجتمعت موهبة بليغ مع ذكاء الفنانة وردة الجزائرية التي تزوجها 1972، وأثمر هذا التعاون عن العديد من الأغنيات الرائعة منها “العيون السود، خليك هنا، لو سألوك، اسمعوني”.

في إحدى البرامج اللقاءات مع الإعلامي الراحل وجدي الحكيم تحدث عن حب وردة لبليغ، وأشار إلى كونه عاش هذه القصة منذ بدايتها، بعدما دعيت وردة للحضور إلى مصر، وكانت وقتها سعيدة للغاية لأنها ستلتقي بليغ حمدي الملحن الذي قدم لحن أغنية “تخونوه”.

الفن الذي جمع الثنائي كان سبباً في انفصالهما، بعدما اعتادت وردة على الحياة الزوجية التي لم تتحكم في بليغ حيث كان منقاداً وراء فنه، وهو ما رفضته وردة، التي شعرت بالندم على الانفصال، حسبما أكدت الإعلامي وجدي الحكيم وذكره هو، حيث أخبرته أنها بعدما تعاملت مع بليغ بعد الانفصال ورأت طباعة شعرت بالندم عليه.

قصة انتحار فتاة من شرفة منزل بليغ حمدي

أبرز القصص الغامضة في حياة بليغ حمدي قصة انتحار الفنانة المغربية الصاعدة حينها سميرة مليان من شرفة منزله بالزمالك (قيل إنها قُتلت) بعد حفل صاخب في الشقة فيما هو كان يرتاح في غرفته مثلما يفعل دوماً، فوجد نفسه متهماً ما اضطره للسفر إلى لندن وباريس لسنوات ثم عاد وحضر محاكمته عام 1989 وحصل على البراءة.

أعمال بليغ حمدي في السينما والمسرح والتلفزيون

وضع الموسيقي التصويرية لكثير من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية أبرزها: “احنا بتوع الاتوبيس، شيء من الخوف، أبناء الصمت، العمر لحظة، آه يا ليل يا زمن، أضواء المدينة” ومن المسرحيات “ريا وسكينة، زقاق المدق، تمر حنه” ومن المسلسلات “بوابة الحلواني” وهي اخر ما قام بليغ بتلحينه في حياته وهذا اللحن هو أكثر ما ساعد علي نجاح المسلسل وسبب شهرته وشعبيته.

قصة اغنية بودعك للراحل بليغ حمدي

غادر بليغ مصر وعاش في باريس مدة استمرت 5 سنوات وكانت بالنسبة بمثابة عذاب وألم تدهورت صحته.

في هذا المنفى، وفي لحظة إلهام صادقة، أخذ قلمه وكتب مطلع أغنية “بودعك” التي أكملها الشاعر منصور شادي وكانت آخر ألحانه لعشقه الفني والإنساني الوحيد للمطربة وردة

كلماتها:

بودعك وبودع الدنيا معك

جرحتنى قتلتنى وغفرت لك قسوتك

بودعك من غير سلام

ولا ملام ولا كلمه مني تجرحك

أنا .. أنا .. أنا أجرحك

بسم الآلام ارحل قوام

حبي الكبير ح يحرسك فى سكتك

بودعك ودع مُحباً ودعك قبل الأوان

بودعك كلمني مشتاق أسمعك من زمان

بودعك بشوق للمسه من يدك لمسة وداع

وفاة بليغ حمدي

توفى بليغ في 12 سبتمبر 1993، عن عمر يناهز 62 عاماً بعد صراع طويل مع مرض الكبد، ونعته الأهرام في صباح اليوم التالى بقولها “مات ملك الموسيقى”.