عاجلعالم الفن

زكي رستم… فارس التمثيل الصامت وأسطورة الأداء المتقن

زكي رستم… فارس التمثيل الصامت وأسطورة الأداء المتقن

زكي رستم… فارس التمثيل الصامت وأسطورة الأداء المتقن
زكي رستم

كتبت / دنيا أحمد

زكي رستم، أحد أعمدة التمثيل في السينما المصرية، وُلد في 5 مارس 1903 لأسرة أرستقراطية، حيث كان والده من رجال السياسة المعروفين، وكان من المتوقع أن يسلك طريق النخبة، لكن اختياره كان مختلفًا تمامًا: اختار الفن.

فنان الطبقات الصامتة والصراخ المكبوت
رغم ملامحه الصارمة، كان زكي رستم ممثلاً حساسًا، يتقن التعبير بالعين والصمت أكثر من الكلمات. أداؤه القوي لم يكن يحتاج إلى مبالغات، فقد كانت نظرته وحدها قادرة على بث الرعب أو الحزن أو الإشفاق.

شارك في أكثر من 240 فيلماً، وأتقن أدوار الشر والخير بنفس البراعة. من أشهر أدواره دور الأب المتسلط في “اليتيمتين”، ودور الباشا في “زائر الفجر”. كان يمثّل بصدقٍ نادر، حتى أن البعض قال: “زكي رستم لا يُمثل.. هو يعيش الدور.”

الوحدة… اختيار لا قدر
رغم النجاح، عاش زكي رستم حياته في عزلة شبه تامة. لم يتزوج، ولم يكن له أصدقاء مقربون من الوسط الفني. كان يحب القراءة، ويعاني من ضعف السمع في أواخر حياته، مما زاد من عزلته. لكنه لم يشتكِ أبدًا، بل اختار أن يحيا ويموت بكرامة.

نهاية هادئة لفارس عظيم
توفي زكي رستم في 15 فبراير 1972، بهدوء يشبه صمته على الشاشة. لم يحظَ بتكريم كبير في حياته، لكن ذكراه خالدة في قلوب كل محبي التمثيل الحقيقي.

زكي رستم هو الممثل الذي لم يكن يحتاج إلى ضوء لتراه، لأن أداءه كان كافيًا ليملأ الشاشة حضورًا… هو مدرسة لا تتكرر، وقيمة فنية تزداد بريقًا كلما مرّ الزمن.

أشهر أفلام زكي رستم:

1. اليتيمتين (1948)
– واحد من أشهر أدواره كأب قاسي القلب، لا يرحم، ومشهد ضربه للطفلة بقى أيقوني في السينما.
2. أنا الماضي (1951)
– لعب فيه دور رجل يعاني من ماضٍ مؤلم، وقدم أداءً دراميًا رفيع المستوى.
3. نهر الحب (1960)
– أمام فاتن حمامة وعمر الشريف، بدور باشا متسلّط، يجبر البطلة على الزواج منه. الأداء فيه كان مرعب ببساطته.
4. زينب (1952)
– من كلاسيكيات السينما، قدم فيه دور الفلاح الصعيدي القاسي بشكل شديد الواقعية.
5. رصيف نمرة 5 (1956)
– أمام فريد شوقي، بدور رجل عصابات مخيف، دوره هنا أحد أبرز أدوار الشر اللي لسه بتتذكر لحد النهارده.
6. درب المهابيل (1955)
– من إخراج توفيق صالح، قدم فيه زكي رستم شخصية معقدة من الطبقة الشعبية.
7. هذا هو الحب (1958)
– شارك فيه كأب محافظ بيرفض الحب والعلاقات، وبيخلق صراع إنساني شديد.
8. الطريق المسدود (1958)
– من تأليف إحسان عبد القدوس، بطولة فاتن حمامة، زكي رستم لعب شخصية الأب اللي بيعاني من صراعات داخلية.
9. الفتوة (1957)
– مع فريد شوقي، وكان دوره رمز للقوة والجبروت، ومقابلته مع البطل كانت مواجهة من نار.
10. شباب امرأة (1956)
– أمام تحية كاريوكا وشكري سرحان، قام بدور مختلف لكن مهم في تركيبة العمل.

سمات أداؤه:

• يشتغل على ملامح الوجه وانفعالات العين.
• قليل الكلام في أدواره، بس حضوره طاغي.
• بيمزج بين الشر الهادئ والسلطة الأبوية القاسية.
• نادراً ما لعب دور الكوميديا، لكنه كان بيعرف يدخل سخرية خفية في أدواره الجادة.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى