صيام يوم عرفة: عبادة بيومٍ واحد تغفر ذنوب عامين

كتابة / دنيا أحمد
يوم عرفة هو من أعظم أيام السنة، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويأتي قبل عيد الأضحى بيوم واحد. وقد حث النبي محمد ﷺ على صيامه لغير الحاج، لما فيه من فضل عظيم وأجر كبير لا يُقارن بأي يوم آخر في السنة. في هذا المقال، نستعرض فضل صيام يوم عرفة وأهم ما ورد فيه من أحاديث نبوية وآثار.
1. مغفرة الذنوب لسنتين
من أعظم الفضائل التي خصّ بها الله سبحانه وتعالى صيام يوم عرفة أنه يكفر ذنوب سنتين كاملتين؛ سنة ماضية وسنة مقبلة. جاء في حديث النبي ﷺ:
“صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده” (رواه مسلم).
وهذا يدل على رحمة الله الواسعة وكرمه، وعلى أهمية هذا اليوم في ميزان الأعمال.

2. من أعظم الأيام عند الله
يوم عرفة هو اليوم الذي أقسم الله به في قوله:
“والشفع والوتر” (سورة الفجر)، قال ابن عباس: “الشفع يوم النحر، والوتر يوم عرفة”.
كما أنه اليوم الذي اكتمل فيه الدين، ففيه نزل قول الله تعالى:
“اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام دينًا” (سورة المائدة: 3).
3. يوم العتق من النار
قال النبي ﷺ:
“ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة” (رواه مسلم).
إنه يوم تُفتح فيه أبواب الرحمة والمغفرة، ويُباهي الله بعباده الواقفين بعرفة، فكيف بمن يصوم هذا اليوم ويخلص فيه النية والعبادة؟
4. فرصة للتوبة وتجديد العهد مع الله
صيام يوم عرفة يمنح المؤمن فرصة عظيمة لمراجعة النفس والتقرب إلى الله بالتوبة والدعاء وذكره، خاصةً أن الدعاء فيه مستجاب، كما قال ﷺ:
“خير الدعاء دعاء يوم عرفة” (رواه الترمذي).
فهو وقت مبارك يجدر بالمسلم أن يغتنمه لطلب العفو، ودعاء الخير، وتحقيق الأمنيات.
5. اقتداء بسنة النبي ﷺ
كان النبي ﷺ يصوم يوم عرفة وهو في المدينة، وحثّ على صيامه لما فيه من خير عظيم. اتباع هذا الهدي النبوي هو تعبير عن محبة رسول الله ﷺ واتباع سنته المباركة.

أعلم ان يوم عرفة فرصة لا تعوّض لتطهير النفس ومحو الذنوب والتقرب إلى الله عز وجل، وهو هدية من الله لعباده ليفتح لهم باب الرحمة والمغفرة. فليحرص كل مسلم قادر على صيامه، ويغتنم ساعاته في الذكر والدعاء، عسى أن يكون من الفائزين بالعتق من النار ومغفرة الذنوب .






