مقالات

طباع البشر تختلف حسب شخصيتهم وتربيتهم وأخلاقهم والبيئة والمجتمع الذي احتواهم

طباع البشر تختلف حسب شخصيتهم وتربيتهم وأخلاقهم والبيئة والمجتمع الذي احتواهم

طباع البشر تختلف حسب شخصيتهم وتربيتهم وأخلاقهم والبيئة والمجتمع الذي احتواهم
شريف مسعود

كتب : الصحفى شريف مسعود 

ويبقى الغدر والخيانة طبع بعض منهم   ..يجري في دمائهم وخصيلة حدثت مع قابيل أخوه هابيل   ..ومن البشر لئام وخبيثون رضعوا من حليب النفاق والخداع والكذب والنفاق والحقد والكراهية

  “شر أمراض النفوس والقلوب” ومعقدين وصعبين …وسوء حظ البشر البسطاء والسلسين ومن يمتلكون الوفاء كان  تجرع كميات كبيرة من الوجع والخذلان والجحود والنكران وكسر الخواطر.

والصداقة كلمة تحمل أعظم المعاني فهي تنبع من الصدق والوفاء ويقابلها الغدر والخيانة والكذب…والصديق نعمة لكن عند غدره لعنة قاتلة «ولا خير في خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا»..وانتهى زمن الصديق وقت الضيق وأصبحنا في زمن عند كل ضيق تخسر صديق…وفي زمن الفتن وتقلب الوجوه ..وأبشع المواقف حين تسقط الأقنعة لوجوه ظنناها يوما حقيقية…ومن عاش بوجهين مات لا وجه له ….ويبقى الغدر  بكل أنواعه خيانة الأمانة وعدم تنفيذ الوعود أو السير على العهد 

إلا غدر الحبيب فهو وجه ونوع آخر من الخيانة ….وقال الإمام علي عليه السلام “أسرع الأشياء عقوبة شخص عاهدته على أمر وكان من نيتك الوفاء ومن نيته الغدر بك”…ولم يأتي الغدر إلا من تلك الثقة العمياء بلا حدود مع جميع البشر …وما خانك الأمين ولكنك ائتمنت الخائن …ونسينا أننا في غابة تسرح فيها الذئاب طليقة في أثواب إنسانية …علما أن أجمل الأمور أوسطها وأبسطها ..فلا تمشي ورائي وأنا لست بقائدك ولا تمشي أمامي قد لا أكون من أتباعك فقط إمشي جانبي وكن صديقي ..وأحيانا أسد مفترس أمامك خير من كلب خائن ورائك بطعنة غدره …ولو علمنا ما يقال عنا في غيابنا لما ابتسمنا في وجوه كثير من الناس …ونحن في زمن تكون  الصداقة والاخوة كلمات ساحرة تختفي خلفها الانياب الحادة والخناجر المسمومة…يسألون ويسرقون القلوب بأجمل شعور كعاطفة الحب أجمل زهر  أرتوى من قطرات الندى” الوفاء ” وتداس وتسحق بأقدام الغدر والخيانة والصدق قمر لما يكون بدرا ونهايته كسوف لما يلتقي بالغدر …فلماذا نحاول إعادة حساب الأمس وما خسرناه..فالعمر إذا سقطت أوراقه لن تعود مرة أخرى …ولكن إشراقة الأمل تبث النبض للحياة من جديد ..فمع كل ربيع جديد تنبت أوراق أخرى ..

 

فلننظر الى تلك الأوراق التي تغطي وجه السماء ..ودعنا مما سقط على الأرض وقد أصبح جزءا منها ..ولا ننظر إلى تلك الأوراق التي تغيرت ألوانها وبهتت حروفها وتاهت سطورها بين الألم والوحشة …فمنهم من وضع سطورنا في عينيه ..ومنهم من ألقى بها وتهاوت مع الرياح …وإن لم تجد من يضيئ لك  قنديلا فلا تبحث عن اخر أطفأه ..وإن لم تجد من يغرس في أيامنا ورده ..فلا تسع لمن غرس في القلب سهما  ومضى…فلا تسأل راحلا عن سبب رحيله لأنه جهز عذره قبل حقيبته …..وسحقا لكل من عذب وخان واستهان بمشاعر إنسان ..وما أبشع أن تعيش مغدورا مخدوعا وأن يكون الوهم  هو من يرسم طريق الدموع ..وأشد إيلاما جرح وخداع من أقرب الناس الى قلوبنا ….وأكثر الناس حقارة ذلك الذي يعطيك ظهره وأنت في أمس حاجة الى قبضة يده …وعندما يجتمع غدر البشر مع خفايا القدر لا يبقى الصغير ولا الطيب مكان فتختفي الابتسامات والطيبة ليحل مكانها بحر من الغدر ..ليصبح العدو صديقا وهو عدوا لا يتغير..ويصبح الأخ غدارا يطعن بلا إهتمام…ويبقى سيف الصبر غربة وغدر ومع الوقت القلب به ذبيح وقتيل..وما أوجع طعنات الخيانة لأنها تأتي ممن وثقنا بهم …في تحطم القلب وتنزع الحياة من أحشاء الروح ..وإن خانك الشخص مرة فهذا ذنبه وإذا خانك مرتين فهذا ذنبك أنت…وأفضل الخدع وأسلمها هي الحقيقة البحتة فلا أحد يصدقها…وخيانة القلب أقسى من خيانة الجسد .

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى