علامات الإحسان ودلالات إستحقاق عقوبة العقوق في الحياة وبعد الممات
كتب / عبد الناصر أباصيري محمد
إمام وخطيب ومدرس بوزارة الاوقاف
قال تعالى ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ نعم إن من أفضل الأعمال تقرباً لله هي (بر الوالدين). ولقد سؤل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. وبر الوالدين فرض لازم وواجب يدعو إليه الشرع كما يدعوا إليه العقل أيضًا ، ويكفي للوالدين منزلة أن الله قرن حقهما بحقه في كتابه الكريم، ولذلك قال العلماء في قوله تعالي (اْن أشكر لي ولوالدي) باْن شكر الله بالصلاة في اليوم خمس صلوات، وشكر الوالدين بالدعاء لهما في كل صلاة، فمن لم يصلي لم يشكر الله، ومن لم يدعوا لوالديه في كل صلاة لم يشكر والديه، وقد سؤل الشافعي (اْيتخاصم الرجل مع والديه) قال ولا مع نعليهما. ومهما صنع الانسان معهما من بر وإحسان فلن يستطيع اْن يوفيهما حقهما الا في حالة واحدة وقد ذكرها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم (لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه)
دقق النظر في وجه والديك طويلاً فلربما جاء الوقت الذي تغمض فيه عينيك لكي تتذكر ملامحهما، وربما لو كنت عاقاً لهما وماتا وهما غاضبان ساخطين فيجب عليك التوبة لاْن اْبواب التوبة مفتوحة مالم يغرغر الانسان، ومالم تطلع الشمس من مغربها، ولكن يجب عليك اْن تقوم ببعض الآداب التي هي من حقوق الوالدين بعد موتهما. واْول أمر هو اْن تتوب إلى الله. لاْن الوالدين لا يمكن اْن يصلهما شيء منك إلا إذا صلح حالك، اْلم تسمع قول رسول الله عندما قال (إذا مات بن اْدم انقطع عمله إلا من ثلاث. صدقة جارية اْو علم ينتفع به. اْو ولد صالح يدعوا له) فيشترط ان يكون الولد صالح. الامر الثاني اْن تؤدى ما عليهما من دين. الامر الثالث اْن تنفذ وصيتهما مالم تكن إثما. والاْمر الرابع فهو كثرة الدعاء والاستغفار لهما. والاْمر الخامس. اْن تتصدق عنهم. الأمر السادس اْن تصل رحمك التي لا توصل الا بهما. الاْمر السابع اْن تكرم صديقهما. وجميع ما سبق يعد من حقوق الوالدين بعد موتهما. رزقنا الله البر وطيب الأجر.