على مر الزمان .. بقلم: د. عبير منطاش
جلست زينب في ركن وحيدة بعيدة عن الجميع وعينيها مليئة بالدموع وهى تنظر إلى أختها نادية وأولادها وأحفادها يضحكون.
أغمضت زينب عيناها ومر بها شريط ذكرياتها
منذ عشرين عاما عندما كانت تعيش مع زوجها مصطفى وأولادها منى ومحسن وكيف كان زوجها رجل طيب وحنون عليها وعلى أولاده إلى أن أصيب بمرض السرطان وأصبحت حالته الصحية في تدهور ولكن زينب ظلت بجانبه ترعاه وتسهر على علاجه
ومرت الأيام وكبر الأولاد وذادت حالة مصطفى تدهور إلى أن توفى وترك زينب وحيدة وكان لدى مصطفى إرث من والديه وبعد وفاته تم تقسيم الميراث بالنسبة للبنت زينب قامت بوضع نصيبها في البنك لحين خطبتها أما محسن فقد فضل أن يشتري سبائك من الذهب بنصيبه في الميراث.
ومرت الأيام وتمت خطبة منى وزواجها وسافرت مع زوجها للخارج وظلت زينب مع أبنها محسن الذي كان يضع سبائك الذهب في دولاب والدته زينب
وفي يوم دخل الغرفة ليأخذ السبائك وإذا به
يجدهم ينقص منهم إثنين وهنا جن جنونه وإتهم والدته
بالسرقة وبعد طول نقاش وصدمة زينب
في إتهام إبنها لها وجد السبائك خلف بعض الثياب قد وقعوا خلف الدولاب.
ومنذ ذلك اليوم لم تعود العلاقة بين زينب وإبنها محسن تغير طبعه أصبح شديد العصبيةويقوم بكثير من التصرفات التي تغضب والدته ويتطاول عليها لفظيا
وهنا فضلت زينب ترك المنزل والذهاب إلى أختها نادية وقد قام كثير من الأقارب لمحاولة الإصلاح بينها وبين أبنها ولكن محسن كان يقول لم أقول لها أٰتركى المنزل
لن اصالحها إذا أرادت أن تعود واستمر بعناده إلى أن أصيب في العمل ونقل إلى المستشفى وذهبت له والدته خوفا وقلقا عليه فوجئت بردة فعله لقد رفض لقائها
وقال لها لا تعودي للمنزل أبدا فأنا لا أريد العيش معك خرجت زينب من المستشفى والدموع تملأ وجهها وتقول لنفسها أيعقل أن هذا إبني الذي تعبت في تربيته وعادت إلى بيت أختها نادية وهى لا تقوى على تحمل صدمتها في أبنها وأصيبت بفقد صوتها وظلت زينب حبيسة غرفتها تري وتسمعولا تستطيع الحديث .
وابنها تزوج ولم يقوم بدعوتها وكأنها ليست على قيد الحياة وهنا.. أفاقت زينب على صوت إبن أختها يقول لماذا تجلسين بعيدا يا خالتي إنضمي إلينا هزت رأسها بألإيجاب ومسحت دموعها وأبتسمت وانضمت إليهم ولا أحد يشعر بقدر الألم التي تشعر به ولا تستطيع أن تعبر عنه ولو بكلمة.