عيد ميلادك … بقلم: وليد الأصفر

هنيئا لك العيد الذي أنت عيده

وصوتك لحن الحب حقا و عودة

وإني إذا أعطاك غيري وروده

سأعطيك قلبا أنت فعلا وريده

وما من ثمين أو بديع ملكته

أضن به بالبذل إما تريده

وقلبي سبي ملك عينيك مدنف

أسير الهوى الغالي وهذي قيوده

وما الغادة الحسناء إلا يمامة 

يهيم بها قلبي وتعطى عهوده

تعلقتها إذ كنت لا أعرف الهوى

وإذ كنت غضا دون شيب خدوده

وخالفت أهلي والمحبين كلهم

وحاربت جيشا ألف ألف عديده

مضى العمر يا عمري فهل ثم فرصة

لأهديك قلبي الحر تزهو وروده

لعلي أداوي جرحه قبل صمته

لينسل منها تاركا ما يؤوده

فمن يعذر الصب الذي هام شاردا

ومن يرحم الهيمان أم من يعوده

يكابد سهد الليل والدمع والأسى 

حليف الجوى والحزن باد شروده

لحا الله من يطوي على المال كيسه

ويبخل من لؤم لكيما يزيده

ومن باع للشيطان بالبخس روحه

ومن عن طريق الشح ينمو رصيده

فلا عشت يوما هانئ النفس منعما

وجاري محروم طويل نهيدة

 وليس الغنى بالمال بل عنه دائما

وما بدلت من قدر شخص نقوده

عذيري من باغ رعيت ذمامه

وصممت أن تجزى بخير جهوده

فأضمر شرا حين ولى مغادرا

وكافئني بالزعم اني حسوده

ولولا نداء العقل لي ما تركته

وجازيته ما يستحق جحوده

إذا المرء لم يحلم لو الأحمق ادعى 

تحمل أحمال وديست حدوده

أبا القاسم الهادي لأنتم لركبنا 

دليل كنور النجم يهدي صعوده

وأنتم زعيم الركب والرائد الذي

تعلمت منه الحب نهجا أجيده

ومنكم تعلمت السماحة والرضى

وأحسنت فعل الخير في ما أشيده

مناقب أبرار تجلى بها النهى 

وقد تكبح النهر العظيم سدوده

فصلى عليك الله ما سار راكب

بليل وما صلى بفجر شهوده