فضائل شهر رمضان المبارك
كتب: الشيخ رضا نصر الدين
من أجل الفرائض التى فرضها الله عزوجل فريضة الصوم وهو من القرب الرفيعة التي تقرب العبد من ربه وهو من الآداب الإسلامية الخالية من الرياء حيث لا يعلم به إلا علام الغيوب والصوم يهذب النفوس من الرزائل وتحليتها بالفضائل والبعد عن كل خلق ذميم
فلقد كتبه الله عزوجل على هذه الأمة كما كتبه على الأمم السابقة ف به يتعود المسلم الصبر والمجاهدة والإيثار والمساندة وبه يرتفع عن مشابهة الحيوان ويتشبه بالملائكة الكرام يمنع نفسه من اللذات مع قدرته عليها إيثارا لطاعة ربه وامتثالا لأوامره ورغبة فيما عنده به يقوى إيمان المسلم وتزكو نفسه بالتقوى ويعظم قدره بالصبر فإيمان المسلم يبادر إلى الصيام امتثالا لامر الله وتصديقا بوعده وبالتقوى عما نهى الله عنه مما يؤثر على الصيام من سب وشتم أو طعن فى الأعراض أو انتهاك للحرمات وبالصبر يحمى نفسه من اللذات المحرمة والشهوات ويحمل نفسه على المصابرة على الطاعات ولذلك جاء القرآن الكريم مخاطبًا المؤمنين الذين ينقادون لأوامره ويبادرون لطاعته فقال سبحانه وتعالى «يايها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم» ناداهم باسم الإيمان ان الصيام من موجبات التقوى وسبب من اسبابها كما قال سبحانه و تعالى «كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»
إنه يتجلى فيه الصبر فى أوضح صوره . فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلّم انه سمى شهر رمضان المبارك شهر الصبر وفى سنن الترمذي عنه عليه الصلاة والسلام الصوم نصف الصبر فلهذا يفرح المؤمن بقدوم شهر رمضان ويستقبله بصدر منشرح ونفس مطمئنة وعين قريرة ويبشر أصحابه بقدومه ويحثهم على القيام بحقه ويبين لهم مزاياه وفضله لتقوى عزائمهم وتسمو هممهم وليتسابقوا فيه إلى الخيرات. فقد روى البيهقى في شعب الإيمان عن سلمان الفارسي رضى الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فى آخر يوم من شهر شعبان فقال (ايها الناس قد اظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من الف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن ادى فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتقا لرقبته من النار وكان له مثل أجره من غير ان ينتقص من أجره شيئ قلنا يارسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعطى الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن أو تمرة أو شربة من ماء ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضى شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ومن خفف عن مملوكه فيه غفر الله له واعتقه من النار) وهذه بعض من مزايا هذا الشهر الكريم يمليها علينا رسولنا الناصح الأمين ترغيبا لنا وحثا على اكتساب الاجر وتحصيل الثواب
نفعنى الله وإياكم بهدى سيد المرسلين.