في الذكرى 106.. سعد زغلول يحتج على حماية بريطانيا لمصر أمام مؤتمر الصلح بباريس
كتبت / دنيا أحمد
تحل اليوم الذكرى 106 لإرسال الزعيم المصري سعد زغلول مذكرة احتجاج قوية إلى مؤتمر الصلح في باريس، الذي عُقد عقب الحرب العالمية الأولى عام 1919، وذلك اعتراضًا على اعتراف المؤتمر بالحماية البريطانية على مصر واستمرار الهيمنة الاستعمارية البريطانية والفرنسية على الدول العربية.
كان مؤتمر باريس للسلام قد انعقد بمشاركة الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، لوضع أسس السلام ومعاقبة الدول المهزومة، وانتهى بفرض شروط قاسية عليها، بينما تجاهل المؤتمر المطالب الوطنية للشعوب المحتلة، وفي مقدمتها مصر، التي كانت تطالب بالاستقلال التام عن التاج البريطاني.
في 8 مارس 1919، اعتُقل سعد زغلول ونُفي إلى جزيرة مالطة برفقة عدد من رفاقه، مما أشعل شرارة ثورة 1919 التي اجتاحت البلاد وأصبحت أحد أبرز معالم الكفاح الوطني المصري. وبضغط من الثورة، اضطرت بريطانيا للإفراج عنه والسماح له وللوفد المصري بالسفر إلى باريس لعرض قضية الاستقلال.
وفي مواجهة تصاعد الغضب الشعبي، أرسلت بريطانيا لجنة ملنر إلى مصر لتهدئة الأوضاع، لكن المصريين قاطعوها ورفضوا التعامل معها، في موقف شعبي موحد دعمته الصحف الوطنية والأزهر الشريف، وأجمعت القوى الوطنية على تفويض سعد زغلول ليمثل الشعب المصري في مفاوضاته مع اللجنة.
رغم جهود الوفد المصري في مؤتمر الصلح، لم يُلقَ لمطالبه بالاستقلال أي اعتبار، فعاد الشعب إلى موجة جديدة من الغضب، قابلها الاحتلال البريطاني باعتقال زغلول مجددًا ونفيه إلى جزيرة سيشل، إلا أن ذلك لم يُسكت صوت الثورة، بل زادها اشتعالًا، وفشلت بريطانيا مرة أخرى في احتوائها بالقوة.
ذكرى احتجاج سعد زغلول في مؤتمر باريس تظل رمزًا لنضال المصريين من أجل الاستقلال، وتُجسد مرحلة فارقة في التاريخ الوطني الحديث، حيث توحّد الشعب خلف قيادته الرافضة للاستعمار والداعية إلى الحرية والسيادة الوطنية.
