في ذكرى رحيله.. “الشيخ إمام” صوت الثورة وضمير الفقراء الذي غنّى للمقهورين

كتبت: دنيا أحمد
يوافق اليوم، 7 يونيو، الذكرى الـ30 لرحيل الفنان والمُلحن الكبير الشيخ إمام محمد أحمد عيسى، أحد أبرز الأصوات التي غنّت للناس والحرية والفقراء، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1995، بعد رحلة فنية وإنسانية غنية ومليئة بالتحديات.
وُلد الشيخ إمام في 2 يوليو عام 1918 في قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة، ونشأ في أسرة بسيطة، وكان أول ابن يبقى على قيد الحياة بعد وفاة إخوته الذكور. فقد بصره في طفولته بسبب إصابته بالرمد واستخدام علاجات شعبية خاطئة، لكنه امتلك ذاكرة حادة مكنته من حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة.

رغم نشأته الدينية، قادته موهبته الموسيقية وفضوله الفني إلى عالم مختلف. فُصل من الجمعية الشرعية بسبب استماعه للشيخ محمد رفعت عبر الراديو، مما تسبب في صدامات حادة مع أسرته. ومع وفاة والدته، التي كانت الحضن الدافئ في حياته، بدأ مساره في شق طريقه الفني بشجاعة وإصرار.

تعلم الموسيقى على يد الشيخ درويش الحريري، ولازمه في جلسات الإنشاد والطرب، حتى ذاع صيته في الأوساط الموسيقية، وبدأ يحفظ ألحان زكريا أحمد، بل كان يحفظ ألحان أم كلثوم قبل أن تؤديها، وهو ما تسبب لاحقًا في خلاف بينه وبين زكريا أحمد بسبب تسرب الألحان إلى الجمهور قبل موعد طرحها.
بعد ذلك، تعلم العزف على العود وبدأ بتلحين وغناء كلماته، متخليًا عن الزي الأزهري، ليبدأ مسيرته كمغنٍّ ملتزم، اشتهر بأغانيه التي عبّرت عن آلام الناس وآمالهم، وأصبحت فيما بعد رمزًا للثورة والرفض والحرية.

ارتبط اسمه بالشاعر أحمد فؤاد نجم، حيث شكّلا ثنائيًا أيقونيًا مزج بين الكلمة الثائرة والصوت العميق، وقدّما معًا عشرات الأغاني التي أصبحت لسان حال الشعوب في وجه الظلم.
في ذكرى رحيله، يبقى الشيخ إمام علامة مضيئة في تاريخ الأغنية العربية، وصوتًا خالدًا ينتمي للناس، يذكرنا دائمًا بأن الفن الحقيقي لا يُقاس فقط بالأضواء، بل بالصدق والانحياز للحق.






