في ذكرى ميلاده .. “يحيى شاهين.. أيقونة السينما المصرية وصوت (سي السيد) الذي لا يُنسى”

كتبت / مايسة عبد الحميد
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير يحيى شاهين، أحد أعمدة السينما والدراما المصرية، وصاحب البصمة الخالدة في تاريخ الفن العربي. وُلد شاهين في 28 يوليو 1917 بجزيرة ميت عقبة بمحافظة الجيزة، ليبدأ رحلته من الهواية المدرسية حتى اعتلى عرش النجومية عبر ما يقرب من 133 عملاً فنياً، من بينها ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة: بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية، حيث جسد شخصية أحمد عبد الجواد (سي السيد)، لتصبح أيقونة في تاريخ السينما.
بدأت موهبة يحيى شاهين في الظهور أثناء دراسته الابتدائية بمدرسة عابدين، حيث التحق بفريق التمثيل، ليترأسه بعد فترة قصيرة بفضل موهبته الفريدة. وعلى الرغم من حصوله على دبلوم الفنون التطبيقية وبكالوريوس هندسة النسيج، فإن شغفه بالفن دفعه للانضمام إلى جمعية هواة التمثيل، وهناك التقى بالمبدع بشارة واكيم الذي وجهه إلى الطريق الاحترافي.

كانت بدايته المسرحية مع فرقة فاطمة رشدي، التي رأت فيه فتى أولاً جديراً بالبطولة، ليشارك في مسرحيات خالدة مثل مجنون ليلى وروميو وجولييت. غير أن السينما سرعان ما اجتذبته، فظهر لأول مرة في فيلم “لو كنت غني” بدور صغير، قبل أن يلمع نجمه ويقف أمام أم كلثوم في فيلم “سلامة”.
توالت نجاحاته على الشاشة الكبيرة من خلال أدوار تاريخية واجتماعية خالدة، مثل:
بلال بن رباح في فيلم بلال مؤذن الرسول.
الفضل في فجر الإسلام.
شخصية “سي السيد” في ثلاثية نجيب محفوظ.

أدواره المؤثرة في أفلام جعلوني مجرماً، لا أنام، أين عمري، شيء من الخوف، الإخوة الأعداء، سيدة القطار، ابن النيل.
أما في الدراما التلفزيونية، فقد رسخ حضوره بأعمال مثل الأيام والطاحونة (الجزآن الأول والثاني) ووفاء بلا نهاية.
حصل شاهين على العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة من الرئيس جمال عبد الناصر، والجائزة التقديرية الذهبية من جمعية كتاب ونقاد السينما، إلى جانب تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائي وجائزة غرف السينما عام 1989.
على الصعيد الشخصي، مرّ يحيى شاهين بمحطات صعبة، أبرزها زواجه من سيدة مجرية أنجب منها ابنتين، لكن حياتهما انتهت بالانفصال، ثم تزوج من مشيرة عبد المنعم وأنجب منها ابنته الوحيدة “داليا”.
رحل الفنان الكبير يوم الجمعة 18 مارس 1994 عن عمر ناهز 75 عاماً، لكن أعماله ظلت حاضرة في ذاكرة الأجيال، تؤكد أن الفن الحقيقي لا يموت.






