المزيد

في ذكرى وفاة رأفت الهجان.. أسطورة المخابرات المصرية التي لا تُنسى

في ذكرى وفاة رأفت الهجان.. أسطورة المخابرات المصرية التي لا تُنسى

في ذكرى وفاة رأفت الهجان.. أسطورة المخابرات المصرية التي لا تُنسى
رأفت الهجان

كتبت / نهى مرسي

تحل اليوم ذكرى وفاة رأفت الهجان، الاسم الذي ظل محفورًا في ذاكرة المصريين كواحد من أعظم رجال المخابرات المصرية، والذي جسد بطولة فريدة في تاريخ الصراع الاستخباراتي بين مصر وإسرائيل، لم يكن رأفت الهجان مجرد جاسوس، بل كان أيقونة للوطنية والتضحية، استطاع أن يخترق الكيان الصهيوني لسنوات طويلة، مقدمًا معلومات استراتيجية ساهمت في تحقيق انتصارات كبرى لمصر.

من هو رأفت الهجان؟

وُلد رأفت الهجان، واسمه الحقيقي رفعت علي سليمان الجمال، في الأول من يوليو 1927 بمحافظة دمياط، كانت حياته العادية قبل انضمامه للمخابرات المصرية مليئة بالتقلبات، حيث خاض تجارب مختلفة في العمل التجاري وسافر إلى العديد من الدول، حتى وقع عليه الاختيار من قبل المخابرات المصرية ليكون أحد رجالها في واحدة من أهم العمليات الاستخباراتية في التاريخ.

رحلته في قلب إسرائيل

تم إعداده بعناية فائقة ليظهر كرجل أعمال يهودي يُدعى “جاك بيتون”، وانتقل إلى إسرائيل في خمسينيات القرن الماضي، حيث استطاع الاندماج داخل المجتمع الإسرائيلي والوصول إلى دوائر صنع القرار السياسي والعسكري لسنوات طويلة، كان يمد مصر بمعلومات حساسة حول تحركات الجيش الإسرائيلي، وأسرار سياساته الدفاعية، وهو ما كان له أثر بالغ في الاستعداد لحربي 1967 و1973.

الجانب الإنساني في حياته

رغم حياته المليئة بالمخاطر والمغامرات، إلا أن رأفت الهجان كان إنسانًا يحمل مشاعر متناقضة بين التزامه بوطنه وتعايشه وسط مجتمع معادٍ،  كما تزوج من سيدة ألمانية تُدعى فالتراود، والتي لم تكتشف حقيقته إلا بعد وفاته، حينما تلقت رسالة تكشف عن هويته الحقيقية ودوره البطولي.

وفاته وإرثه

توفي رأفت الهجان في 30 يناير 1982 بألمانيا، ليظل اسمه خالدًا في سجلات البطولات المصرية، وقد زادت شهرته بعد عرض المسلسل الشهير “رأفت الهجان”، الذي كشف جزءًا من قصته وأظهر تفانيه في خدمة وطنه.

لماذا تبقى قصة رأفت الهجان ملهمة؟

تمثل قصة رأفت الهجان نموذجًا للذكاء والجرأة والتفاني في حب الوطن، لم يكن مجرد جاسوس، بل كان بطلًا من أبطال الظل الذين عملوا بصمت من أجل مستقبل بلادهم، وبعد مرور سنوات على رحيله، لا تزال ذكراه تُلهب مشاعر الفخر في قلوب المصريين، لتظل قصته واحدة من أهم قصص الجاسوسية في التاريخ الحديث.

في ذكرى وفاته، نُحيي ذكرى هذا البطل الذي علمنا أن الوطنية ليست شعارات، بل هي أفعال وتضحيات قد لا تُكتب تفاصيلها إلا بعد الرحيل.

 

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى
error: <b>Alert: </b>Content selection is disabled!!