فَصَبْرٌ جَمِيلٌ .. بِقَلَم: ياسر زكي
ضَاقَت بِنَا السُّبُل ، وتعاظمت عَلَيْنَا الْكُرُوب ، ، تَخَلِّي عَنّا كُلّ قَرِيبٍ وَحَبِيب ، ، اوذينا مِنْ الَّذِينَ كُنّا نحسبهم صِهْرًا وَسَنَدًا لَنَا ، ، فَمَا بَقِيَ لَنَا إِلا قَوْلَهُ تَعَالَى “فصبر جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تصفون”
مَا أَعْظَمَ مِنْ مَا بَقِيَ لَنَا مِنْ نِعَمِ اللَّهِ . . وَأَجَلُّهَا وَأَجْمَلَهَا “صبر جميل” فَمَا عَلَيْنَا إلَّا الصَّبْرُ عَلَيَّ مَا أَصَابَنَا ، ، وَإِن نَشْكُر اللَّه تَعَالَي عَلِيّ نِعَمِهِ الَّتِي لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصِى ، ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَي مُخْبِرًا قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ “وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُور” .
الصَّبْر ثَمَرَة عَظِيمَةٌ يَنَالُهَا الشَّخْص الَّذِى يتحلى بِجَمَالِهَا حِينَمَا يُجَاهِدُ نَفْسَهُ . . فَالنَّفْس دَائِمَة الْجَزَع ، ، وَعِلَاجِهَا الْجِهَاد وَعِنَادٌ النَّفْس عَلِى الْجَزَع . . ، وَالصَّبْر طريقٌ لَو سَلَكَه الْإِنْسَان لَوَصَل حتمًا إلَى نهايةٍ تَسُرّ خَاطِرِه وَتَسْعَد قَلْبِه .
أَنَّ الْإِنْسَانَ الَّذِي يتحلى بِنِعْمَة الصَّبْر يَرْزُقْهُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ مِحْنَةٍ مَنَحَه وفرجا وَخَيْرًا كَبِيرًا حَتَّى يُعَوِّضَهُ عَنْ صبْرَه خَيْرًا ، وَمَا أَجْمَل أَنْ تَكُونَ في” مَعِيَّة اللَّهُ سُبْحَانَهُ وتعالى ” . . حَيْثُ قَالَ تَعَالَى مُخَاطَبًا نَبِيِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم” وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا”
فَالصَّبْر وَالرِّضَا بِمَقْدُور اللَّه ، مَع حُسن التأدُّب عِنْدَ الْبَلَاءِ والمِحَن ، دُون الِاعْتِرَاضُ عَلَى مَا قدره اللَّه ، ، حَتْمًا سَيَكُون مَنَحَهُ مِنْ اللَّهِ وَخَيْرًا وجزاءا حَسَنًا .