لبس الذهب للمواليد: بين العادات الشعبية والمخاطر الصحية

كتبت: دنيا أحمد
يُعدّ تزيين المواليد، خاصة الإناث، بالذهب من العادات الشائعة في كثير من الثقافات العربية، حيث يُنظر إليه كنوع من الزينة، أو كهدية رمزية للمولود الجديد. لكن مع تطور المعرفة الطبية، بدأ العديد من الأطباء والمتخصصين في التحذير من بعض الممارسات المرتبطة بهذا التقليد، خصوصاً عند تعريض جسم الطفل الرضيع لمواد قد لا تناسب بشرته الحساسة أو جهازه المناعي غير المكتمل. فهل لبس الذهب للمواليد عادة آمنة أم يجب إعادة النظر فيها؟

لبس الذهب للمواليد حديثي الولادة هو تقليد قديم يربطه البعض بالفرح، الجمال، والحماية الرمزية. كثير من الأمهات والجدات يضعن أقراطاً أو أساور ذهبية في أولى أيام الطفل، دون النظر إلى المخاطر التي قد تنتج عن ذلك.

من الناحية الطبية، بشرة الطفل حديث الولادة شديدة الحساسية، وقد يؤدي ارتداء الذهب، خاصة إذا لم يكن من عيار عالٍ أو نقي بنسبة كبيرة، إلى تحسس الجلد أو ظهور التهابات. كما أن بعض أنواع الذهب قد تحتوي على خليط من المعادن مثل النيكل، الذي يُعد من أشهر مسببات الحساسية الجلدية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتداء الحُلي في هذا العمر المبكر قد يشكل خطراً على الطفل نفسه؛ فقد يبتلعها، أو تعلق في شيء، مما قد يسبب اختناقاً أو إصابة في اليد أو الأذن أو الرقبة.

كما أن جهاز المناعة عند المولود لا يزال في طور التكوين، وأي تفاعل غير متوقع مع المعادن قد يُسبب مضاعفات لا تُحمد عقباها، خصوصاً مع التعرق أو وجود خدوش بسيطة في الجلد.
رغم كل ذلك، لا يزال البعض يحرص على هذه العادة بدافع التقاليد أو المجاملة الاجتماعية. وفي حال تمسّك الأهل بهذا الأمر، يُنصح باستخدام ذهب نقي من عيار 21 أو 24 وتحت إشراف طبيب الأطفال، مع تجنّب ارتدائه لفترات طويلة.
الخلاصة: لبس الذهب للمواليد ليس بالضرورة “غلطاً” من الناحية الاجتماعية، لكنه قد يكون ضاراً صحياً إذا لم يتم بحذر ووعي. لذلك، من الأفضل تأجيل ارتداء الذهب حتى يكبر الطفل قليلاً وتصبح بشرته وجهازه المناعي أكثر قدرة على التحمّل. الحفاظ على صحة المولود يجب أن يكون دائماً في مقدمة الأولويات، فوق أي عادة أو تقليد.






