مقالات

لماذا توقفت أهم مشاريع الحياة!! … بقلم : د. محمد كامل الباز

لماذا توقفت أهم مشاريع الحياة!! … بقلم : د. محمد كامل الباز

لماذا توقفت أهم مشاريع الحياة … بقلم : د. محمد كامل الباز
صورة أرشيفية

لماذا توقفت أهم مشاريع الحياة ، ليست تجارة، وليست أيضاً صناعة، لم تكن تلك المشاريع استيراد أو تصدير، وليست إنتاج أو تطوير ،  ذلك المشروع الهام الذى تأخر بل وبدأ يغيب عن الأذهان هو الزواج ..!  

نعم الزواج من أهم مشاريع الحياة بل وأهمها على الإطلاق، قل ما شئت  واعترض كيفما رأيت، رتب أولوياتك كما تحب لكن سيظل الزواج هو المشروع الأربح فى حياتك والذى سوف يُبنى عليه الكثير من الخطوات المستقبلية،  ماسبب تأخير هذا المشروع الحيوي، ولماذا أصبح  من الكماليات، البعض يتعلل بالوضع الاقتصادي والحياة المادية وأنا اتفق مع الكثير أن الوضع أصبح صعب والحياة الاقتصادية على المستوى العالمي كله فى مأزق كبير، البعض الأخر يرجع السبب لفشل التجارب الزوجية أمامه وزيادة نسب الطلاق.

وقد سلطنا الضوء فى العديد من المقالات على هذا الأمر، ترى تلك الفتاة معظم صديقتها قد طُلقن، يرى ذلك الشاب الكثير من رفقاؤه فى محكمة الأسرة لذا أصبح الكثير يعزف عن تلك الفكرة، البعض الأخر أصبح مكتئب من الحياة عامة ولا يشعر ببارقة أمل فى حاضره فضلاً عن مستقبله، وهناك من اعتاد حياته بمفرده وفضل الهدوء والسكون وعدم تحمل المسئولية.

لكن مع الإعتراف بأن كل تلك الأسباب موجودة لكنها ليست سبب كاف لتأجيل هذا المشروع أو الغاؤه، نحاول نبحث عن أطراف  المشكلة والت أصبحت  سبب فى تأجيل هذا المشروع بل والغاؤه  من الأساس ،  لنخاطب الآباء  والأمهات، نطالبهم بعدم المغالاة في المهور، إلا يرهقوا الشباب بمطالب فوق قدراتهم ولكن على الشباب أيضاً عدم الاستسلام للوضع الاقتصادي وتنمية مهاراته، ما المانع أن تعمل وأنت فى مقتبل العمر بأكثر من وظيفة، لماذا تضيع الكثير من وقتك وترجع المشكلة للوضع الاقتصادي، إذا  لم تجتهد وتتعب فى صغرك لتكوين حياة أفضل ..متى ستعمل إذن؟، 

وبالنسبة للشباب الذي ينظر للتجارب التى انتهت بالفشل فليس هذا أخر الكون، إذا كان صديقك بعد سنوات من الزواج فى محكمة الأسرة ليس بالضرورى أن يكون هذا مصيرك، من الممكن أن يوفقك الله لحياة زوجية مستقرة.

وأنت أيضاً ليست حياة صديقتك انعكاس لما سوف تؤول إليه حياتك فمن الوارد جدا أن تنعمى بزوج يخاف عليك ويعوضك عما مضى من حياتك، ليس النصح والواجب فقط على الشباب بل على الدولة والجهات المسئولة والتى القى على الجانب الإعلامي منها اللوم  فى تقصيره تجاه تلك المشكلة وعدم تسليط الضوء عليها بل أحياناً ساهم فى زيادتها، نرى النكت والطرائف دائما تقال على المتزوجين وكأن الحياة الزوجية جحيم وشر، نرى الكاريكاتير في الصحف يصف الرجل المتزوج وكأنه يحسد زميله العازب، نشاهد الأفلام والبرامج التى تنصح المرأة بالاعتماد على نفسها وعدم وقوعها فى براثن تحكم الزوج، كل هذا يجب أن يتغير ليصبح تسليط للضوء على قدسية الحياة الزوجية وأهميتها، يجب على الخطباء فوق المنابر أن يذكروا الشباب بذلك الميثاق الغليظ وأهميته واهتمام الشرع به.

الزواج هو الخطوة المصيرية فى حياتك التى لابد أن تخطوها كى تُكمل باقى مشوارك فى استقرار وهدوء، البحث عن نصف لك يشارك مشاكلك وأحلامك ليس مشرع ثانوى أو قضية قابلة للتأجيل،أن  تجد شريكا لحياتك يتحمل معك كل تبعات الحياة ليس فرع من الكماليات  بل هو لُب الضروريات، وكما قال شدّاد بن أوس (زوّجوني فإن  رسول الله صلى الله عليه وسلم  أوصاني أن  لا ألقى الله وأنا  أعزب ).

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى