مقالات

محمد كامل الباز يكتب: “شيخ كبير اصابتة دعوة سعد”

 محمد كامل الباز يكتب: “شيخ كبير اصابتة دعوة سعد”

محمد كامل الباز يكتب: "شيخ كبير اصابتة دعوة سعد"
د. محمد كامل الباز

سئل النبي صلى الله علية وسلم صحابته قائلاً ألا انبئكم بأكبر الكبائر ؟ ثلاثا الاشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور – وقول الزور وكان صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فمازال يكررها حتى قولنا ( أى الصحابة) ..ليتة سكت .

ثالث أكبر كبيرة بعد ماذا الاشراك بالله وعقوق الوالدين ، عاقبته شديدة عند الله ، لكى نعرف ماذا حدث لشاهد الزور سنرجع للوراء بالزمن لأربعة عشر قرن فى خلافة الفاروق عمر رضى الله عنه ،حينئذ كان سعد بن أبي وقاص والى على الكوفة أحد أهم وأكبر مدن العراق ،لكن الخليفة فوجيء بشكوى من بلاد العراق ضد سعد ، هل تغاضى عن الشكوى واكتفى بعلمة عن سعد ،ليس عمر من يفعل هذا مع والى حتى لو كان هذا الوالى سعد بن أبي وقاص ولمن لايعرف سعد فهو 

– من المهاجرين السابقين فى الإسلام 

– أسلم فى الاساس قبل عمر .

– خال المصطفى صلى الله عليه وسلم لدرجة ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول مادحا ( أنا امرؤ خاله سعد فليرينى منكم من خاله ) 

– أول من رمى سهم فى الإسلام 

– من العشرة المبشرين بالجنه .

هل كانت تلك المناقب كفيلة بتجاهل الشكوى…؟ لا والله لم يغمض لعمر جفن وأرسل رجاله لتقصى الحقيقة وأمرهم بعمل مسح شامل لكل مساجد الكوفة لمعرفة الحقيقة ، بالفعل ذهب رجال الخلافة وتقصوا الحقائق وفى كل مرة كان الثناء والشكر للوالى حتى أخر مسجد ظهر رجل واحد ليقول …لا …سعد بن أبي وقاص 

– لايقسم بالسوية 

– لا يسير فى السرية 

لايعدل فى القضية وأيضاً زاد ذلك الكاذب وقال لا يحسن الصلاة ، والى فى خلافة عمر لا يحسن الصلاة ومن …خال المصطفى !! 

ليته سكت ذلك الكاذب عن شهادة الزور ،.. ماذا حدث لذلك الكاذب كى يخاف كل من يشهد زوراً ويكذب ، لتعرف الأم التى تكذب وتفترى على زوجة أبنها زورا بدافع الغيرة ، ليعرف الرجل الذى يكيد لزميله فى العمل ويشهد ضده زورا وبهتانا كى يأخذ مكانه ،ليرى من يدخل المحاكم ليشهد فى قضية بالزور ويضيع الحقوق على أصحابها ويتسبب فى خراب البيوت ، ليرى كل هؤلاء ماذا حدث لهذا الرجل الكاذب .، نظر له سعد وقال له والله إن قلت هذا بدافع الرياء والسمعة لا بدافع الحق والعدل ( سعد يشترط أن يكون خبيث النية كى يتم عليه مظلمته ) سأدعو الله عليك بثلاث دعاوى …ثلاث حقوق مثلما افتريت وكذبت على فى ثلاث أدعى عليك فى ثلاث ،

اللهم أطل عمره 

اللهم أطل فقره 

اللهم عرضه للفتن

دعا عليه ثلاث دعاوى قاسية ،الصالحون فى دعائهم تكون الإصابة بالغة ، طول العمر ليس ميزة وخصوصاً فى عدم مرضاة الله علاوة أن لطول العمر آفة كبرى وهى فراق الأحبة فى حياتك وهذا يخلع القلب ، والفقر عقاب جامع فيه شقاء ومذلة فى الدنيا ، أما التعرض للفتن فهو اختبار صعب لا يتمناه أحد مننا ،كانت دعاوى سعد فى الصميم ،شملت الدنيا والآخرة. 

يحكى عبد الملك بن عمير أحد رواة ذلك الحديث أنه عاش حتى وجد ذلك الرجل فى شوارع الكوفة وقد جاوز التسعين من عمره ونزل حاجبيه من فوق جبهته لشيبته، وقد شوهد يتسول فى الطرقات من شدة الفقر ، وأيضاً يقف للجوارى على الطرقات يتابع هذه ويغازل تلك ، عندما شاب يغازل فتاة فتلك مصيبة وعندما يأتي ذلك الفعل من رجل هرِم تكون المصيبة أكبر ، أصبح حديث الكوفة كلها وعندما يسئله أحد ما فعل بك هذا ..؟ يرد ويقول شيخ كبير اصابته دعوة سعد .

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى