مقالات

لمن يهمه الأمر بقلم: د. محمد كامل الباز

لمن يهمه الأمر بقلم: د. محمد كامل الباز

لمن يهمه الأمر بقلم: د. محمد كامل الباز
د. محمد كامل الباز

فى إبان غزو التتار للعالم الإسلامي كان يعيش المجتمع العربى حالة من الخوف والهلع وذلك بسبب هذا الكابوس الذى ضاقت بة الأمة، اختلفت الحياة وأسلوب العيش ..فمن بقى على قيد الحياة فى تلك البلاد الإسلامية علية الخضوع لتلك الحاكم المغتصب المحتل …ومن اوجة تلك التغيرات ،الفتوى فقد تغيرت بعض الفتاوى لتحاكى ذلك الواقع الأليم .

حيث أن الفتوى للعالم هى منتج اجتهادى تظهر فى سياق وظروف إجتماعية وسياسية وهى ليست وحى فما دامت فى أشياء غير العبادات والأصول فقد تتغير بتغير الواقع …وقد أجمع أهل العلم أن من متطلبات الفتوى علم الواقع الذى تقام فية الفتوى.

أرتداء الكمامة

ولكى لا ينسحب منا بساط الوقت فيجب أن ندخل من ذلك المدخل لموضوعنا وهو مايحدث الأن من تفشى لذلك الوباء ..قل ما شئت من أسباب ….اعط ماتريد من حجج ..الق باللوم على من تحب سواء قطاعات صحية أو إدارية ولكن …. ألا يوجد ما يؤخذ على المواطن؟ ..الناس تتعامل وكان لم يكن شئ .. تجمعات ،مسلسلات،مهرجانات،حفلات،افراح….كل شئ طبيعى وكأن الوباء قد اختفى أصبح من النادر أن تجد من يرتدى الكمامة جاء رمضان وتقريبا تزاحم الناس فى الأسواق يشعرك أننا مقبلين على حصار… أين مسئولية كل واحد تجاة نفسة ومن حولة أين التدابير والاحتياطات ..نحن نؤمن بالله وقدرة وأيضاً علينا الأخذ بالاسباب ..فى محنة طاعون الشام التى مات فيها كثير من الصحابة.

عمرو بن العاص

استطاع داهية العرب عمرو بن العاص التعامل مع تلك الوباء حيث أمر الناس بالتفرق فى الصحراء وفى خلال فترة وجيزة انتهى الأمر ..لماذا وهو من أفضل الصحابة لم يقل أنا (متوكل على الله فليحدث أى شىء) لا بل أخذ بالاسباب وفرق الناس …دور الفرد واضح فى الحفاظ على نفسة ومن حولة وذلك بأخذ كل الاحتياطات من تباعد وارتداء كمامة ..بل وعدم النزول إذا شعر بأى تعب كى لا يؤذى غيرة…

ولكن هل يتوقف الأمر عند الفرد فقط ،لا بالطبع .، على الحكومة سن القوانين الملزمة بذلك وتطبيق كافة الغرامات الفورية ..نحن نجد الشاب يسعى فى الأرض بلا أى احتياطات وبمجرد أن يمنع من دخول بنك أو أى مصلحة حكومية يأتى مهرولا لأخذ كمامة كى يستطيع الدخول ..على لجنة الفتوى أن تصدر بيانا بشأن الذين يتعاملون مع الناس وهم على يقين أنهم مرضى مما أسهم فى إنتشار الفيروس فمن الممكن أن يكون هذا سبب فى مرض فلان أو موت علان 

وكما قلنا فى المقدمة ،الفتوى يجب أن تحاكى الواقع فقد أفتى كثير من علماء المملكة السعودية فى أواخر التسعينات بأن الذى يقود السيارة فوق سرعة معينة ويموت فهو فى حكم المنتحر وذلك لانتشار الحوادث فى تلك الفترة نتيجة السرعات الجنونية لقائدى المركبات.، هل من الممكن إصدار فتوى على هؤلاء المستهترين الذين يكونوا سبب فى إيذاء الغير بل وموتهم نتمنى أن يقوم كل بدورة لكى نأخذ بأسباب العبور من ذلك النفق المظلم وأن يكون هذا بمراقبة أجهزة الدولة ….دول كثيرة اغلقت كافة مجالاتها ودول اعلنت سقوط المنظومة الصحية ولنا فى الهند عبرة … فمن الواضح أن هناك معيار هاما سيضاف فى تقييم أى بلد من الناحية الإقتصادية والسياحية والاستثمارية وهو معيار المنظومة الصحية.

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى