عاجلمقالات

مأزق وزارة الثقافة .. بقلم: الكاتبة/ فاطمة المعدول

مأزق وزارة الثقافة .. بقلم: الكاتبة/ فاطمة المعدول

مأزق وزارة الثقافة .. بقلم: الكاتبة/ فاطمة المعدول
الكاتبة فاطمة المعدول

بعد أحداث الزاوية الحمرا قام الأستاذ سعد الدين وهبة الكاتب الكبير والمثقف المشهود له بتميز فكره وسداد بصيرته بعمل اجتماع في البنك الصناعي مع قيادات الثقافة الجماهيرية وانبري المثقفين اليسارين والناصريين في الكلام الشديد والادانة للحكومة ومسلكها ووصل الأمر حتى إدانة الرئيس السادات نفسه في ذلك الوقت!!، وبعد ان انتهى الجميع من حديثهم قال الأستاذ سعد خطبته فيهم، وكان من جملة ما قاله في ذلك اليوم بالتحديد: “بشويش شوية ما تتعصبوش قوي وبلاش الخطب دي كلها ما تنسوش احنا بنشتغل في الثقافة مش بنبيع عيش والناس مش معانا قوي وان السادات بجرة قلم ممكن يلغي الثقافة الجماهيرية ويقفل الوزارة كلها والجماهير مش هاتنزل تطالب بعودة الوزارة ويمكن يفرحوا كمان”.
نعم فالعلاقة بين الثقافة والسلطة متشابكة ودائما تكون بينهما نوبات صعود وهبوط حسب الاحوال والظروف السياسية والاقتصادية لان الثقافة بطبيعتها على يسار اي نظام فهي ليست الاعلام الذي يستطيع ان يكون صوت الحكومة ومنبر الحاكم وبيان لسان الشعب واعتقد ان الأخوان على سبيل الاستشهاد كانوا يحاربون الثقافة والفن ويقمعون الفنانون والمثقفون، ولو طال بهم العهد لكانوا سيغلقون وزارة الثقافة، لكون طريقة حكمهم وأسلوب ادارتهم لا تحتمل وجود وزارة ثقافة أو حتى مثقفين أحرار يملكون فكر مغاير لرؤيتهم وتوجههم الأيديولوجي.
والثقافة الجماهيرية على سبيل التحديد تعمل لدعم نشر الثقافة وإتاحة الفرصة لكشف المواهب الإبداعية من أبناء هذا الشعب وخاصة من أبناء الأقاليم والمحافظات البعيدة عن عاصمة الثقافة بمدينة القاهرة.
ووزارة الثقافة هي صاحبة الاختصاص في دعم ابناء مصر من المثقفين من قرى وأقاليم مصر لكون المجتمع لن يستقيم فكره ولن يتحقق تقدم هذا الوطن بدون وجود المثقفين المبدعين من ابناء هذا الوطن ممن يعرفون حقوقهم ويرعون حقوق أولادهم.
أما القطاع الخاص فهو يعمل على اكتشاف المواهب ودعم نجاحها وفق مبدأ العرض والطلب والمكسب بلا مؤشرات لخسارة من خلال البحث عما سيدر الربح عليه، ولكون دور وزارة الثقافة أكبر من فكرة الربح وأسبق لنيل الفرصة من أجل العمل للمستقبل وبهدف تحقيق الترابط المجتمعي ودعم البناء الإنساني.
ولهذا أوجه رسالتي للعاملين في مجال الثقافة الجماهيرية بقصور الثقافة، وخاصة في ظل الأزمة المالية العالمية وتداعياتها المحلية أن يستحدثوا أنشطة ومبادرات فعالة من أجل الوصول لأهلنا في القرى والنجوع والعمل مع الأطفال فهم مستقبل مصرنا الحبيبة، وهم القوة الضاربة لأي وطن بما يملكون من مواهب وثقافات متأصلة من الأجداد.

مأزق وزارة الثقافة .. بقلم: الكاتبة/ فاطمة المعدول
صفحة كبار الكتاب ب جريدة عالم النجوم

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى