ما هو الأمر الذي خلق الله الخلق لأجله
كتب: سعيد المسلماني
عندما تتحدث عن جمال صنع الله في خلقه وعلى الأمور التي خلق الإنسان لأجلها تجد جوابك في قول الله تعالى: {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين – ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون} وقوله تعالى {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا}
وقوله تعالى: {وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون} وقوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
إذًا ما هي العبادة ؟
العبادة هي أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده
وشروطها ثلاثة: الأول صدق العزيمة وهو شرط في وجودها،
والثاني إخلاص النية، والثالث موافقة الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به، وهما شرطان في قبولها.
ماهي علامة محبة العبد ربه عز وجل؟
علامة ذلك، أن يحب ما يحبه الله تعالى ويبغض ما يسخطه، فيمتثل أوامره ويجتنب مناهيه، ويوالي أولياءه ويعادي أعداءه، ولذا كان أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض فيه.
أما صدق العزيمة فهو ترك التكاسل والتواني وبذل الجهد في أن يصدق قوله بفعله، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون – كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}
أما معنى إخلاص النية؟
هو أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى، قال الله عز وجل: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} وقال تعالى: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى – إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} وقال تعالى: {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا} وقال تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب}
أما الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به فهي الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام، قال تبارك وتعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} وقال تعالى: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} وقال تعالى: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه} وقال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}
وقال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}