ما هي الوصايا النبوية إلى الزوجة؟.. عالم أزهري يوضح
كتب: أحمد الدخاخني
الزواج سنُة كونية ربانية شرعها الله سبحانه وتعالى بهدف تعمير الأرض وإستمرار الحياة البشرية, وهو سكن وحرث وطمأنينة لكل من يعي معنى الزواج في الحقوق والواجبات من الزوجين, ووصى النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجال بالنساء في خطبة الوداع, ومع زيادة نسبة المستخدمين لمواقع التواصل الإجتماعي حتى أصبحت جزءاً من وسيلتنا الحياتية في العمل ولا غنى عنها, تشتعل فيها بعض الأفكار الخاطئة والمشوهة عن الزواج, ومنها أن ” طاعة الزوج” ليست واجبة بل هي أيضاً تهدد حقوق المرأة وكرامتها ومكانتها في الشريعة الإسلامية, ولابد على المرأة أن تتمرد على زوجها بحجة ألا يطغى في أوامره وإن كانت هذه الأوامر لا تهدف معصية الله سبحانه وتعالى وأن الزوج ليس له أي حقوق عليها, وفي هذا الموضوع تواصلت ” عالم النجوم ” مع فضيلة الشيخ أشرف عبد الجواد, من علماء الأزهر الشريف, لتوضيح ما هي وصايا النبي إلى الزوجة في زوجها, مستشهداً بالأحاديث النبوية الثابتة عنها.
في هذا الصدد وضح الشيخ أشرف عبد الجواد واجبات الزوجة تجاه زوجها, وهي
1-الطاعة في غير معصية الله: حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال” لو كُنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لغيرِ اللَّهِ لأمَرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لا تؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها”, وأيضاً قال النبي ” إنما الطاعة في المعروف ” إذ أن الطاعة لابد ألا تتعارض مع أوامر الله أو رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, وثواب الزوجة في طاعة زوجها في هذا الحديث كما قال رسول الله ” إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت”.
2- ألا تأذن لأحد بدخول بيته إلا بإذنه: حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع ” أما بعد أيها الناس فإن لكم علي نسائكم حقا, ولهن عليكم حقاً, لكم عليهن أن لا يواطئن فرشكم أحدا تكرهونه, وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة, فإن فعلن فإن الله أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح, فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف, واستوصوا بالنساء خيراً, فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله”
3- أن تسارع في تلبية رغباته : حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا دعا الرَّجلُ زوجتَهُ لحاجتِهِ فلتأتِهِ وإن كانت على التَّنُّورِ”, والتنور ما يخبز به أي ما يشبه ” البوتاجاز”, وهذا هو العقاب الذي ينتظرها في حديث النبي ” إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ”.
4- ألا تصوم نفلاً إلا بإذنه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه “.
5- أن تتق الله في رعيتها والحفاظ على أولادهما: حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ “.
وعن نفور بعض النساء في هذا الومان عن كلمة ” طاعة الزوج” قال الشيخ أشرف إن بعض النساء للأسف ينجرفن وراء دعوات هدامة لبعض النساء اللاتي يزعمن تبني قضايا المرأة والدفاع عن حقوقهن وهم خطر حقيقي يهدد المجتمع لما يدسون من سموم وأفكار مغلوطة أحياناً كثيرة تخالف ثوابت الإسلام.
وأضاف العالم الأزهري أنه من المفترض أن يتعامل الإنسان مع ربه لا مع البشر, فعندما تبادر المرأة لطاعة زوجها في غير معصية الله تحصل علي ثواب ذلك, ولتعلم الزوجة أن طاعتها لزوجها سبب من أسباب دخول الجنة, كما أوضحنا في الحديث الصحيح.