عاجلمقالات

محاربة مصر للطاعون على مر العصور

محاربة مصر للطاعون على مر العصور

محاربة مصر للطاعون على مر العصور
 محمد فخري

كتب: محمد فخري

ضرب وباء الطاعون مصر اكتر من مرة وكان أشهرها بعد مجيء الحملة الفرنسية سنة ١٨٠٠ وأحاطت الفرنسيون وبدتت أول محاولات العزل الصحي عن طريق حرق الملابس الموبؤة.وكانت البراغيت والفيران اول ناقل العدوي
كان الطاعون الاسود قد قضي علي تلت سكان مصر قبل مجيء محمد علي
وكانت الفيران والبراغيت علي
سفن تجارية في ميناء كافا
ميناء جنوا ومرسيليا ورسيت في صقلية،علي البحر الأسود وكانت مصابة بمرض الطاعون.
ارتفعت حالات الوفاة جدا ومات حوالي ثلث سكان الشرق الأوسط وقتل حوالي ٢٤ مليون من سكان أروبا، والاغرب أنه انخفض في أروبا

محاربة مصر للطاعون على مر العصور
صورة ارشيفية

وأصبح يضرب في مصر في حكم المماليك.
بعض السفن وصلت إلي مصبات النيل وبدأ الوباء يضرب مصر وكان المرض غير معروف. حيث قتل النساء والأطفال بنسبة كبيرة،
وتعامل المماليك مع المرض بقرارات فردية وكان مركز الحكم آنذاك القلعة.
وكانت قراراتهم غريبة حيث كان يحكمهم الناصر بن قلاون وكان سنه صغير. عندما هرب من المرض وراح الي منطقة خالية. بينما ظل نوابه في القلعة لمصالحهم،
لكن الوباء انتشر في القلعة لأن المجتمع في ذلك الوقت لم يكن مستوعب حجم خطورة المرض.
فكان سكان المدن بيمتازوا بالاخلاق الدينية اكتر من سكان القري.
وكانت الثقافة مختلفة فكان السكان يتزوارن ويقوموا بإطعام المصابين وتكفين الموتى وكان ذلك المرض الذى بعثه الله رحمة بدخولهم الجنة. هكذا كانت الثقافة آنذاك فانتشر المرض بشكل مريب الي أن جاء محمد علي.

محاربة مصر للطاعون على مر العصور
صورة أرشيفية

محمد علي والطاعون

واستمر الطاعون في مصر حوالي ٥٠ سنة وكان محمد علي يصف نفسه بالمستبد المستنير وانشيء أول نظام صحي وذلك حتى يتثنى له إنشاء مجتمع يتوفر به البيئة الصحية. بينما النظام الصحي القروي لم يكن متوفرا في أروبا الذين أدخلوه سنة ١٨٤٥ أى بعد حكم محمد علي بكتير.
أتى محمد علي بمستشارين متخصصين من اروبا، وعلي رأسهم كلوت بك سنة ١٨٢٧، الذى أسس اول مستشفي تعليمي علي النمط الأوروبي في مصر وهي طبعا مستشفي القصر العيني. وكانت الدراسة باللغة العربية واستعان بطلبة الأزهر وبحلول ١٨٣٠ تخرج عدد كبير من طلبة الأزهر حكماء من أول مدرسة للطب،
واشتغلوا في المراكز القروية وفي سنة ١٨٣٤.

محاربة مصر للطاعون على مر العصور
صورة ارشيفية

أول حجر صحي فى مصر

ضرب اول وباء الطاعون مصر في عهد محمد علي، وكان محمد علي أول من فرض اول حجر صحي بحري علي السفن الآتية من تركيا وسوريا واروبا، ولن يدخل الطاعون مصر. حيث تم تأسيس أول مستشفي للأمراض المعدية. بدأ الطاعون يضرب محددات الموانئ المصرية علي البحر المتوسط مثل دمياط و رشيد و الاسكندرية وقام محمد علي بعمل كردون صحي خاصة فى الاسكندرية وعمل اجراءت مشددة للغاية. وحبس مرضي الطاعون في مستشفي الأمراض المعدية وقام بحرق ملابسهم وتطهيرهم .بينما كان يضرب بالرصاص من يموت وهو بمرض الطاعون ولم يبلغ عنه.

فى حين كانت الطبقة المتوسطة يأخذ المريض منهم ويعزل عن باقي الأسرة. إما الأسر الفقيرة ياخدهم كلهم الي منطقة للعزل في حافة المدينة علي أن تتولي الدولة تقديم كل الرعاية مجانا بعكس الأسر الغنية كان العزل علي نفقتهم
كل الاجراءت التي قام بها محمد علي كانت تلاقي من قبل الأهالي بتهريب جثث الموتى ليلا . فكان الصدام مع الشرطة وإطلاق الرصاص وازدياد عدد الضحايا نفس الحال اليوم مع كرونا.
وكان الأهالي يحفرون حفرة وسط البيت ويتم دفن الجثة بعيدا عن نظر الشرطة فيزداد عدد المصابين
او رمي الجثث في الشارع هربا من عقاب محمد علي. وذلك لأنهم رفضوا الابلاغ.

محاربة مصر للطاعون على مر العصور
صوره ارشيفية

عدد ضحايا الطاعون

وازداد عدد الضحايا حتي وصل ٢٠٠الف مصري
بعد ذلك بدأ تراجع عدد الوفيات سنة ١٨٣٧، وتوفي ٧٥ الف قاهري و١٢٥ الف مصري من القرى.

ورجع المرض ينتشر مرة أخرى عام ١٨٤١، حيث اضطر محمد علي لإستخدم القوة في المواجهة بدء بإرسال اطباء أجانب معهم نساء لمعالجة النساء.
ولكن الأهالي ظلوا علي موقفهم من العناد وقرروا عدم التعاون معهم وحدث موقف في العربية.

حيث اجتمع ٣٠٠ شيخ لمقابلة حكام المديرية وأكدوا أنهم غير مصابين بالطاعون وبعد أيام مات حوالي ٦٥٠ شخص حوالي نص سكان قرية. وفي قري أخرى انتشر فيها بطريقة مرعبة فاضطر محمد إلى إرسال جنود لعمل حجر صحي كامل علي القري فاعتدي الأهالي علي الجنود.حيث قتل الجنود الكثير من الأهالي ومنعوهم من استرداد جثث موتاهم.
فكانت تلك الاجراءت أشد قسوة من الأطباء الأجانب بفرض عزلة بين الأحياء وعمل كردون صحي داخل المدن، وعمل حظر بحري علي السفن. وقام الأطباء بأخد ملابس الأهالي القديمة وحرقها واعطائهم ملابس نظيفة، وعزل كل حي عن الآخر.بينما تمت محصارة المدن والتفتيش الفوري، وخضع الأهالي لأول حجر صحي عام
وبحلول ١٨٤٨ كان محمد علي قضى علي الطاعون تماماً ولم يعد لمصر حتي الآن.

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى