محمد إمام والذين معه ..… كتب: عمرو نوار
حكواتي المحروسة
الموهبة هبة فهناك فنان “موهوب ” وفنان “مهبوب ” يهب عليك فينفجر فى وجهك كما ينفجر ” هباب الوابور” يهب هبابا فهو “مهبوب”، وفى الوقت الذى يستطيع السباك والنجار ومبيض المحارة ان يعلمّوا ابنائهم صنعتهم. فيتخرجوا نجارين وسباكين ومهنيين محترفين لا يمكن للأسف ان تتحول الموهبة ميراثا أبديًا وذلك على مستوى كافة الفنون شعرا وغناءا ..تمثيلا والحانا و فنا تشكيليًا ولم يثبت العلم حتى تاريخه ان الDNA يمكنه ان ينقل اى موهبة كانت عبر الوراثة الهندسية للجينات، وبالرغم من كل ماتقدم وتأخر وانشطر وانفطر.
فقد انفجر فى وجهنا هذا “الهباب ” اعتقادًا من اصحابه ان الموهبة يمكن ان تنتقل بالوراثة …وسهّل توافر الأدوات اللازمة من “مال” صنعه الاباء والامهات الموهوبين عبر الحفر لسنوات وعقود فى صخرة الفن العتيه و”علاقات” شكلها تواجدهم الإلزامي فى تلك البيئة المخيفه لأسماء عظيمة فى السينما والدراما المصريه. وتوفر ” الورق” و”رص” السيناريو فى “قعده”..لم يعد لديهم بعدها سوى قضاء بعض سويعات ف ” الجيم” ليخرجوا إلى عالم السينما… سينما “النجم” التى قضت على ” سينما ” المخرج …والحقيقه ان هذا من شانه ان يقضي على المواهب الحقيقية التى تمتلئ بها شوارع وحواري وريف المحروسة. و التى تشبه أكثر ماتشبه تلك الجواهر المخبوءة داخل جسد المجتمع المصرى ولم يعد اولئك ” الجواهرجية” من الاباء المؤسسين للسينما المصرية موجودين لاكتشافها .
عادل إمام وريث معبد الكوميديا:
اعطى الله الفنان العظيم عادل إمام وريث معبد الكوميديا خفة ظل وحضور وموهبة امتدت على مدار خمسين عاما لتشبع أجيالا يليها أجيال من تلك الموهبه التى مازالت غضة ومثمرة ..ثم شاءت الأقدار ان تسحب “كارت شحن” خفة الدم والظل والحضور من وريثه الافتراضى “محمد امام” فمنحته عوضا عنها مايسميه أهل ريفنا الجميل “زهمة” وهى مصطلح لو علمت عزيزى القارئ جامع مانع …الزهمة هى “اللزوجه” وثقل الحضور ” بما يصل إلى مستويات متقدمة. من ” السماجه” يتوافق مع فراغ ” التنك”من اى موهبة تذكر …وبالطبع يحيط بهذا كله شلة من “المنتفعين” من كتاب السيناريو ومستلزمات الإنتاج الحديث يرافقهم ممثلين” ركنة” صف ثان …فيبدا العجن والطحن والخبز للفنان “المهبوب ” والحدف على الشاشة مع بروباجندا. من بعض الصحفيين المأجورين بعشوة وفانز اشبه بجمهور السيرك الذى يضج عندما يقفز البهلوان بمنخاره الأحمر المستعار ويقذف القرد بالطماطم لإحداث حالة الجلبة البلهاء .
وهكذا تتم صناعة أفلام هذا الجيل خالية من اى فكر أو محتوى أو قيمة مضافة للمشاهد ..وليس بعيدا عن ” زهمة ” محمد إمام..زهمة المثلاء من أبناء الممثلين العظام …من كريم محمود عبدالعزيز إلى فلوكس الخ الخ …فكلهم نفس الطبعة الباهتة عديمة الموهبة…أرجو ان يبحث صناع السينما فى مصر عن المواهب الحقيقية وان تتبنى الدولة المصرية مشروعًا عظيمًا لاكتشاف الوجوه الجديدة. كما أدعو عبر هذه الجريدة ممثلة. فى السيدة الدكتورة دعاء نصر ان تتبنى مسابقة لاكتشاف الوجوه الجديدة تشبه مسابقات الزمن الجميل والتى أنتجت لنا سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وكل فتيان الشاشة العظماء وقت ان كانت هناك سينما مصرية عظيمة وراءها وزارة ثقافة عظيمة ومؤسسة عامة للسينما عظيمة…وإلى ان يحين هذا الوقت فسنضطر ان نقبل هؤلاء كممثلين “على ماتُفرج”.