محمد عبده: إن كانت مصر أُم الدنيا فالسعودية أبوها وأمها 

كَتَب / دكتور علي إسماعيل

إن كانت مصر أُم الدنيا فالسعودية أبوها  وإن كانت مصر أُم الدنيا ، فالسعودية أبوها وأُمها 

كلمات صدرت بتصريحات مختلفة من فنان العَرب ” محمد عبده ” المولود 12 يونيه 1949 م ، خلال الفترة الماضية ..

و أُطلق عليه ” فنان العرب ” حيث جمع بين العصرين القديم والحديث في الأغنية العربية حتىٰ الآن ..

حيث جاء بتصريح اول في إحدى حفل جلسات الرياض بالسعودية ، وإحتفال موظفي روتانا ميوزك جروب بالفنان محمد عبده ، حيث قال ” إن كانت مصر أُم الدنيا فالسعودية أبوها ” ، حسب ما ورد في الفيديو الذي نشرته شبكة روتانا السعودية على حساباتها ..

مما قد أثار تصريحاته ردود أفعال مُتباينة .. 

ثم عاد مرة أُخرىٰ الفنان المذكور ، في حضوره أحد البرامج التلفزيونية السعودية ، وعند مُناقشته عن ما قاله في حق مِصر سالفاً في احتفال روتانا المذكور ، قال أنه لا يقصد ” مصر ” بسوء ، ففضل ” مِصر ” عليه شخصياً وعلى الأُمة العربية حسب قوله كبيراً ، ومن أرادها بسوء أرجو من الله أن لا يوفقه..

ولكنه سُرعان ما إحتد نقاش الفنان مع مقدم البرامج التلفزيونية السعودى الجنسية مُعبراً بكلمات وتصريحات أكثر جرأة حيث أنه لا يقصد إساءة ” لمٍصر ” معبراً مرة أُخرىٰ ” إن كانت مِصر أُم الدُنيا فالسعودية أبوها وأُمها ، فالسعودية بيت العرب ” ..

والجدير بالذكر أن الفنان محمد عبده ، ليس بأول مرة يُدلي بتصريحات عديدة ودائماً ما تُثير ردود الأفعال دون دراية عن ما يقول أو ما يهدُف ، ولكونه شخصية منحازة إلىٰ بلاده كأي مواطن عن بلده ..

وبعد إعتراف الفنان ” محمد عبده ” أن فضل ” مِصر ” عليه عظيماً ..

سنتعرض إلىٰ بعض فضل ” مِصر ” عليه :-

* حيث كانت بدايته الفنية عام 1961 م ، عندما خاض تجربة الأغنية الطويلة مع مهندس الكلمة ” الأمير بدر بن عبد المِحسن ” وذلك في أُغنية ” في أمان الله ” أو ” الرسايل ” ، والتي قدمها عىٰ مَسارح القاهرة بمصر صيف 1974 ..

ثم قدمها بعد ذلك على مسرح التليفزيون السعودي بعاصمتها الرياض ، في عيد فطر عام 1394 هـ

* كانت ” مِصر ” له صَدراً ، حتىٰ تغنىٰ بعا عام 1992 من الميلاد ، في خفل ليالي القاهرة ، وأُغنيته الشهيرة ” مِصر طير الحُرية ” والذي إفتقدها شخصياً إلا في مِصر ..

فمِصر مهد الحضارات لمَن أراد النجاح علىٰ طول الزمان فلابُد من بَصمة مِصر علىٰ أعماله الفنية ..

ومِن هُنا كانت تصريحات الفنان العربي السعودي محمد عبده ، وبقولاً واحداً فهو شخصية عامة عادية وليست شخصية سياسية حتىٰ يكون لتصريحاته الصدىٰ الكبير إلىٰ هذا الحَد ..

ومِن هذا المُنطلق نَذكر بعض تصريحاته المُتباينة :-

* مقولته ” الحَرم أم الهرم ” .. 

حيث كانت في إحدى البرامج التليفزيونية السعودية ، ولكن لِما المقارنة بين الحرم والهرم ، وما هناك مؤسسات دينية على رأسها الازهر الشريف والذي بات دعماً للمُؤسسات الدينية السعودية وعلى رأسها جامعة أم القُرىٰ ، ولا ننسىٰ مقولة الشيخ محمد متولي الشعراوي ( رحمه الله )..

” مصر التى صدرت عِلم الاسلام الى الدنيا كلها ، صدرته حتى للبلد الذى نزل فيه الاسلام ” ..

* مقولة الفنان ” أنا فلتة زماني ” ..

حيث قالها الفنان محمد عبده في إحدىٰ البرامج التليفزيونية السعودية .

ولا نقول أن زمانك عاصره الكثير من القامات العربية التي بِت طويلاً تحلم بالعمل معهم والتعلم مِنهم كواقع للأُغنية العربية .

* مقولة الفنان ” ما قالبت أَحد يتقى الله إلا ويُحب محمد عبده ” ..

فقد ربط الفنان تقوىٰ الله عز وجل بحبه شخصياً ، وكأنه أحد الصحابة أو نبيّ أو رسول أُنزل من الله عز وجل ..

* مقولته في تصريح تليفزيوني ” سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم ، سعودي ” ..

ثم عاد وإعتذر في لقاء آخر بعد ماحدث من ضجة اعلامية في وقتها ، قائلاً لقد ” أخطأت التعبير وان مِن حظوظ السعودية وجود رسولنا الكريم ووجود المملكة العربية السعودية ضمن شبه الجزيرة العربية المعروفة في ذلك العَهْد ، الذي لم يَكُن هناك دولة سعودية .

* تصريحات أُخرىٰ له غط حَق فنانين خليجيين لهم وزنهم في المُجتمع الخليجي أمثال ” الفنان أبو بكر سالم ، رحمه الله ” و ” الفنان طلال مداح ، رحمه الله ” .

من منطلق ما سبق عن الفنان السعودي ” محمد عبده ” فإن لا تعرف تاريخ مصر عَبر العصور فأنت لا تعرف ” مِصر “..

** وهل اذا سُؤل الفنان محمد عبده عن تحديات عَبر الثقافات هل سَيُجيب ؟

* مَن أصحاب جائزة نوبل في مِصر في مُختلف المجالات ، وأين بيت العَرب من حافلة الألقاب ؟ .

* مَن هُم رواد الفن العربي والمَسرحي كاملاً عَبر التاريخ في مصر وأين التاريخ السعودي ؟ .

* مَن هُم رُواد العلم والتعليم في الوطن العربي والذي تأسس علىٰ يديهم هيئات التعليم السعودية ، غير بداية عصر البعثات السعودية الىٰ مِصر ؟.

* المُهندسين والزراعيين والأطباء المصريين وغيرهم وكُلٌ مَن له دَور في تطوير الدولة السعودية الحديثة .

* ما هو فضل مِصر على العالم مُنذ عهد ” مصرايم بن ناصر بن ، بعد طوفان الأرض الشهير واستقراره في مِصر حتى أكمل عُم 700 عام .

* ما هو فضل مِصر علىٰ الإمبراطورية الرومانية ، بالقمح المِصري ، من العام 27 قبل الميلاد / حتى العام 395 بعد الميلاد ؟ .

* إمبراطورية نبي الله ” يوسف بن داوود ” عليهما السلام بمٍصر 1714 قبل الميلاد ، في ظل حُكم الفراعنة ..

* عَصر الفراعنة وتطورات أُسر الإمبراطورية الفرعونية العظيمة منذ عَام 3100 قبل الميلاد إلىٰ العام 30 بعد الميلاد .

* وعلى المجال الديني كما تحدثنا سالفاً ، مَن قام بعناية الدولة الإسلامية حيث تأسست الدولة السعودية بيت العرب ، عام 1923 ، ويأكن العرب كانوا يبيتون في الشوارع مُنذ بداية الخليقة حتىٰ تم إعلان الدولة السعودية في هذا التاريخ الحديث ..

* مُساهمة مِصر في توسعة المسجد الحرام مُند عهد المماليك عام 727 هجرياً- 1344 ميلادياً ، وكذلك عصر الدولة العُثمانية مُنذ عام 1750 ميلادياً حتى عام 1166 هجرياً ..

اين هذا كُله حتىٰ بداية الدولة السعوديةًعلىٰ يَد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آلدسُعود وتسلمه الولاية علىٰ أرض الحجاز عام 1344 هجرياً .

حتىٰ ظل توافد العُلماء من مصر إلىٰ السعودية لترسيخ أصول وعلوم الدين الإسلامي من الأزهر الشريف المُسي عام 358 هجرياً – 970 ميلادياً 

* كسوة الكعبة المُشرفة ، حيث إنفردت بها مِصر طوال 275 عام حيث أن أول مَن كساها السُلطان المُصري الظاهر بيبرس عام 661 هجرياً ، ومازلتآثارها الموجودة حتىٰ الآن في مِتحف سوهاج القومي بِمِصر ..

وفي النهاية اين بيت العَرب ، الدولة السعودية منذ هذه الحضارات والتواريخ وغيرها حتىٰ الآن ..!!

ولا نقول غير أننا لا نُفاضل بين دولتين شقتين ، بدواعي تصريحات لاقيمتها من فنان العرب ” محمد عبده ” 

حيث وصف تعبيراته رجل الأعمال المصري نجيب سويرس ” بالموضوع السخيف ” وأن حديثه يُفَرِّق ولا يُجمع ، فقوتنا في وخدتنا وليس في تَفرُّقنا .

وأيضاً تصريحات المُسيقار ، عَمرو إسماعيل ، على تصريحات الفنان محمد عبده ، بأن يتأنىٰ بنفسه في الدخول في مقارنات غير مَنطقية بين بلدين شقيقين مِصر والسعودية ..

وخُلاصة القول :-

إن تصريحات فنان العرب ” محمد عبده ” علىٰ سبيل النِقاشات التليفزيونية الشخصية ، كشخصية عامة عادية ، لا تُمَثل القيمة السياسية التي توجب العداء بين الدول .

فأعماله ضمن مجال الترفيه وليس المحال السياسي ولا تُبنىٰ عليها قامات الدول وقياداتها ..

فمصر والسعودية أُخوة نتكامل مع إخواننا العرب ولا نتقارن ، ونظل يَدٌ واحدة في مواجهة العالم ، فلا سليل للمقارنات ..