مقالات

مستر كلارك يرقص فى شارع الفضيلة !!

مستر كلارك يرقص فى شارع الفضيلة !!

مستر كلارك يرقص فى شارع الفضيلة !!
الاعلامي حمدي رزق

بقلم : حمدى رزق

 Shall We Dance عنوان فيلم أمريكى إنتاج ٢٠٠٤، ويحكى عن (مستر كلارك) محامٍ ناجح، وزوج سعيد، وأب، يلاحظ من نافذة القطار عند عودته إلى بيته كل يوم، نافذة معينة تطل على مدرسة للرقص، ويرى فتاة سمراء (بولينا) تقف شاردة ترقب الأفق بحزن، فيتعلق بتلك الفتاة في عقله، ويقرر الانضمام لنادي الرقص هذا، ليكتشف أن الرقص في الحقيقة هو شغفه الكبير. 

الفيلم من ﺇﺧﺮاﺝ بيتر تشيلسوم و ﺗﺄﻟﻴﻒ أودري ويلز وبطولة سوزان سارندون، ستانلي توتشي، ريتشارد جير، جينيفر لوبيز، بوبي كانافال .. و كارينا سميرنوف..

 وفى مصر مُدرسة مثالية راقية، تتمتع بحسن السير والسلوك الطيب، فى لحظة إنسانية رقصت فى رحلة مدرسية، “عادى وبتحصل فى مناسبات اجتماعية عادية”، فيصورها متلصص عقور، ويشير رقصتها، لينتفض مجتمع الفضيلة، ويقرر، لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى، فتعاقب مجتمعيا بأقسى العقاب، عقاب وظيفي بالفصل، وعقاب مجتمعي باللعن، وعقاب أسرى بالطلاق، بيتها اتخرب !! 

منهم لله ولاد الحرام المتلصصين، حولوا حياتها السعيدة إلى جحيم مقيم، فقط لأنها رقصت فى لحظة انطلاق، عبرت عن سعادتها مرة برقصة، “رقصت فيها حاجة دى”، كم مرة رقصت فى فرح، فى رحلة، فى الصالون، الزيطة فى الصالون، كم مرة نال منك الشغف كمستر كلارك، فاهتز وسطك، من منا لم يرقص، لماذا هى ترقص مذبوحة من الألم ؟! 

المُدرسة الراقية لم تركتب اثما، ولم تمارس رذيلة، ولم تعتد على براءة أحد، ليست مجرمة وليست خاطئة وليست وليست، ما ذنبها لتسود عيشتها ويخرب بيتها لأن عديم الضمير تلصص عليها وصورها خلسة وقدمها وجبة ساخنة لمدعي الفضيلة، ولجماعة المحتسبين الجوالة فى الشوارع تحصى على الناس انفاسهم . 

عجبا، مجتمع الفضيلة يغضب وتنتفخ أوداجه، لأنها رقصت، ولم يأبه بتعرية سيدة غلبانة مكسورة فى المنيا، وتواطؤا للتعمية على الحادث البشع، مجتمع الفضيلة المتحرش فى دواوين الحكومة، والباصات، ومترو الأنفاق، وقطارات المحافظات، يلفظ وقصة معلمة فاضلة فى لحظة تخصها .

لفتتني شجاعة وكيلة مدرسة مقدرة، قررت دعم المعلمة وقت أن تخلى عنها حتى زوجها، قالت بالفم المليان، وأنا رقصت يوم فرح بنتي بالعصاية، وأهدت رقصتها لهذه المعلمة الضحية، ضحية فقرنا الإنسانى، وتصحر نفسياتنا، للأسف مجتمع الفضيلة يرقص سرا، ويزعم عفافا وهو يهز وسطه على موسيقات المهرجانات، كم من عفيفة رقصت، وكم من متعففة رقصت.. ويل للمتلصصين ؟! 

الوكيلة الشجاعة هويدا فريد، وعلى حسابها على “فيسبوك”، شيرت صور رقصتها خلال حفل زفاف ابنتها، تأكيدا على دعمها للمعلمة آية، ودفاعا عن الحرية الشخصية خارج أسوار المدرسة، مشددة على أنه لا علاقة لتصرفات المعلم خارج الدوام بمهنته.

معلمة المنصورة “لا رقصت في الفصل ولا في فناء المدرسة ولا حتى في رحلة فيها طلبة، وكما قالت الوكيلة “دي ناس طالعة تهيص وتفرح بمنتهى الأمان، وما تعرفش إن فيه حد خاين بينهم بيصورهم في الخباثة” . 

وفيما أشاد البعض من رواد مواقع التواصل بما قامت به الوكيلة، هاجمها البعض الآخر وانتقدها بشدة، لكنها تواجه بشجاعة وتزود عن حياض الحرية الشخصية، وهنا مربط الفرس فى القضية، الحرية الشخصية حق مستحق، وليس منة من مجتمع الفضيلة يهبه من يشاء، وقت شاء . 

تخيل مستر كلارك يرقص فى شارع الفضيلة، كان زمانه رجم بالطوب على قارعة الطريق ..!!

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى