منهج المكاشفة والمصارحة في الحوار والوطني
بقلم : حمادة عبد الجليل خشبة
أيام قليلة وينطلق أولى جلسات الحوار الوطنى، الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال إفطار الأسرة المصرية، يوم 26 إبريل الماضى، هناك توافق شعبي على أهمية الحوار الوطني الذي تتبناه الدولة المصرية، وما يتضمنه من أفكار ورؤى تتناسب مع التحديات، التى تواجه ليس فقط مصر، وإنما الإقليم، ، وأن الجميع لديه قدر كبير من تحمل المسؤولية، آخذين فى الاعتبار أن دعوة الرئيس للحوار لم تأت كما جرت العادة فى مثل هذه الدعوات، والدولة مأزومة سياسيا أو اقتصاديا، بل جاءت والدولة فى قمة الاستقرار السياسى والاجتماعى والاقتصادى والأمنى، وأنها جاءت فى إطار الاستراتيجية التى وضعها الرئيس منذ أن تحمل المسؤولية في 2014، وفق منهج المكاشفة والمصارحة في الحوار الوطني
جاءت الدعوة للحوار الوطنى بعدما تخطت الدولة المصرية كل الصعاب، التى تراكمت خلال السنوات الماضية، وكانت بحاجة إلى قرار جرىء يتصدى الصعاب وقادر على المواجهة، وهو القرار الذى اتخذه الرئيس السيسى، سواء بتحدى خطر الإرهاب أو السير فى طريق التنمية، بما يتناسب مع آمال وتطلعات وأحلام المصريين،
جاءت الدعوة للحوار الوطني فى إطار دولة قوية ومستقرة داخليا، وتسير وفقا لخطط تنمية شاملة، وتتمتع بعلاقات مميزة وقوية على المستويين الإقليمى والدولى، بل ولديها قيادة وطنية تحقق كل يوم إنجازات عظيمة، الأمر الذى يعنى أن الحوار لا يهدف مطلقا إلى البدء من نقطة الصفر فى معالجة قضايا العمل الوطنى أو يسعى إلى تحقيق مصالحة وطنية مفقودة، وإنما الهدف هو تدشين الجمهورية الجديدة بتفعيل مبدأ المشاركة السياسية، وكان من المهم هنا أن تنظر القيادة المصرية بعين الحكمة إلى المستقبل لتدرك أن بناء المستقبل حق للجميع وأن دعوة الجميع إلى المشاركة فى بناء المجتمع هو ما يضمن له النجاح والتقدم، وبالفعل دعا الرئيس بكل الحب وشجاعة إلى التجمع حول مائدة الوطن وطرح العديد من القضايا العالقة والتحديات المستقبلية أمام الجميع.
الحوار الوطني بشكل عام أمر إيجابى، يأتى بثماره فى كل وقت وحين، وإذا كان الحوار مطلوبا بين الفرقاء والأعداء، فما بالنا بأهميته بين الأخوة والأحبة الذين يستظلون بسماء الوطن وينعمون بأرضه،
من المفترض أن يكون على مائدة الحوار الوطني جميع طوائف الشعب منها السياسي والاقتصادي والعلماء والفنانين والنقابيين منها الفلاحين والزراعيين والبرلمانيين ومن أهم ذلك التعليم لأن التعليم سوف تواجهة مشاكل وتحديات كبيرة في المستقبل منها الكثافة ومنه العجز وتطوير المناهج … الخ.
ويرى البعض وأنا منهم، أن الحوار الوطني فرصة عظيمة للأحزاب السياسية لتطوير العمل السياسي، والتوافق بين الأطراف المشاركة فى بناء الوطن، فرصة أمام المجتمع للانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة، على الجميع استغلالها، لأن المواطن هو المستفيد الأول من الحوار، فلا بد من استغلال هذه الفرصة الذهبية، وعلى الجميع المشاركة فى وضع خارطة طريق الجمهورية الجديدة، وإعداد المنهج المتكامل لها وان نفتح صدورنا بشفافية وأن نكشف الحقائق والصعوبات التي تواجه المجتمع المصري في المستقبل و نعالجها بحكمة.
حفظ الله مصر شعبا وقيادة
وتحيا مصر