هل هذا إعلام يا سادة .. بقلم: علا السنجري
ما يدور الآن على شاشة الفضائيات و الإعلام الخاص و الموازي ( مواقع التواصل الاجتماعي ) ،يجعلني أتساءل هل هذا هو الإعلام الذي نشأنا عليه. ودرسناه على أيدي أساتذة كبار ، لا أعتقد بل هو إعلام خالتي اللتاتة و عمتي الرداحة ، نعم هذا اقل وصف له .
ويلي مما نراه من فوضى. فوضى جاءت على أيدي أشخاص يقال عنهم بالخطأ إعلاميين ، حيث أنه من المفترض أن يقع على عاتقهم صناعة الوعي وتنمية روح الإنتماء للوطن. كل ما يهمهم هو نسب المشاهدة و الإعلانات ، بل وتزداد جرأتهم بالتطاول على إعلام الدولة في محاولة خائبة للتغطية على أخطائهم .
لا أنكر أن أعلام الدولة يعاني من مشكلات كثيرة منها على سبيل المثال مشاكل إدارية و تقنية و غياب الخبرات ولكن مازال متمسك بالمهنية و مصلحة الوطن. هو إعلام هادف يقدم رسالة و خدمات للشعب ، أم الأعلام الخاص و الموازي هو يقدم ما يعلم الحسد و الحقد على الأخرين ، أعلام يفرض عدم الرضا و القناعة بما في اليد. و اشتهاء نعم الأخرين .
أعلام المصطبة لخالتي الرداحة و عمتي اللتاتة
أعلام المصطبة لخالتي الرداحة و عمتي اللتاتة وصل للقمة على يد الاستاذ المبجل فلان الفلاني حين انفرد بمساحة في برنامجه الشبه يومي يتحدث بصوت جهوري عن المطرب العلاني أو الفنانة الفولانية في وصلة ردح لانهما يمارسان الرياضة .
هل يوجد أعلام محترم يسمح للمذيع أن يقول : نهار أسود ومنيل ، لأن ذلك المطرب يتمتع بالشهرة والفلوس والصحة. كل ما حاولت أن أفهم ما هي استفادة المشاهد من تلك الفقرة ، لم أَجِد سوى زرع الحسد و اشتهاء ما لدى الأخرين. لماذا لم تتحدث عن أن هذا المطرب له نسبة كبيرة من الشباب تتابع أخباره. ربما يقلدوه في ممارسة الرياضة ، كما يقلدوه في طريقة ملابسه. ليستطيعوا أن يقوموا من السرير. يحاولوا العمل من أجل مستقبلهم و مستقبل بلادنا . هذا ما يجب أن يقدم ، قدوة تحث الشباب على العمل والرياضة .
هنا مصصت شفايفي زي ماري منيب و كلي دهشة مفرطة متسائلة ما الهدف من انتقاده. لم استطع ان امنع نفسي من التحول إلى بنت سلطح بابا. لامارس هواية النق على الاستاذ المبجل الإعلامي، قائلة من أين تأتي بكل هذه الصحة لتتحدث بهذه الصوت الجهوري. و تلك الحماسة المفرطة ، لديك برنامج يومي و شهرة و نسبة إعلانات. ده مش نق يا استاذي. لكني فعلت مثل ما فعلت انت. أنا أيضا في نفس عمرك ولَم أحقق ربع شهرة حضرتك و المتابعين لي عدد ليس بكثير. مع ذلك سعيدة بما لدي ، لم أمارس النقد على أحد .
بنت سلطح بابا
لم أستطع أن أسكت بنت سلطح بابا بداخلي عن تكملة النق على تلك المذيعة. صاحبة وجه مملوء بالمساحيق وهي تسأل الفنان الشهير عن سر ” التيتينة ” ، وكلما حاول الفنان اسكاتها بأنها أمر شخصي و كيف عرفت هذا. تزداد إصرارا ليتحدث عنها. وكأنه سر حربي او معلومة قيمة تفيد المشاهد ، ليفيض الفنان في شرح تعويضها الحنان و كأنه تشجيع للمشاهدين على شرائها. بحلقت و اندهشت مثل زغلول عندما تسمع بكيزة تتحدث. أليس الأهم الحديث عن مشواره الفني و ما قدمه .
هل هذا هو الاعلام الذي تعلمناه و تدرسه الجامعات ، اعلام جعل الشعب المصري يتحول إلى ١٠٠ مليون خبير سياسة و اقتصاد و تنمية بشرية. وأطباء و مستشارين. يساعدهم بتقديم مواد الهري و التريند ، ولا يكتفي بهذا بل يساعد على تنمية مشاعر الحقد و الحسد. مثل المذيع العلاني الذي يستضيف أشهر محلات الطعام و يأكل بتلذذ أمام مشاهدين ربما اغلبهم ناموا من غير عشاء من باب التوفير. ولا ذلك الإعلان الذي يقوم فيه الأصدقاء بذكر مزايا سيارة أحدهم بسخرية حول كيف جاء بالمال لشرائها .
أما الإعلام الموازي بمواقع التواصل الإجتماعي فحدث ولا حرج. الكل شغال هري في الكورونا و مهرجان الجونة و البنت اللي بفستان البطانة ، و سيدة القطار و سيدة المطر و زواج فلانة الفنانة و طلاق علانة هانم. و ترويج للشائعات. ويا سلام سلم من حبة تحابيش من إحباط و تشكيك و تخويف و تخوين. و تكون الخاتمة مع التخليص البهريز في اخر أخبار التريند مين اتصور وفين ولية.
هل هذا إعلام يا سادة. ارحمونا و ارتقوا .