هل هناك علاقة بين تهدئة الأوضاع في جنوب لبنان وما يحدث في حلب ؟؟؟
كتب/ د. محمد كامل الباز
قالوا قديمًا أن كل الطرق تؤدي إلي روما، خيوط اللعبة وإن كانت بعيدة جغرافياً إلا أنها تبدو قريبة جداً سياسياً وعسكرياً، منذ أيام ودون سابق إنذار تم تهدئة نسبية فى جنوب لبنان بين الكيان الإسرائيلي وفصائل حزب الله، اعتقدنا أنها هدنة لالتقاط الأنفاس وترتيب الأوضاع، لكن الوضع يبدو أبعد من ذلك، بدأت القيادة الإسرائيلية تعلل ذلك بنقص المؤن وصواريخ المنظومة الدفاعية !! ولكن الأغرب ما أتت به أراضي الخلافة الأموية،
نعم منذ أيام فوجئنا بالتصعيد مرة أخرى فى ريف حلب مرورا بالمدينة وذلك بين قوات المعارضة المتمركزة فى الشمال وقوات الأسد، أطلقت المعارضة علي العملية بردع العدوان ولكن بعد الاستقصاء عن أي عدوان تقصد ؟ ( الوضع فى الشمال يبدو متفق عليه منذ ٢٠١٩ بعد اتفاقية خفض التصعيد بين تركيا وايران وروسيا) لكن شكاوي سكان الشمال أصبحت متكررة من هجمات قوات الأسد وقصفها باستمرار لتلك المناطق مما دفع المعارضة لمحاولة إبعاد قوات الأسد عن مناطق تمركزها في ريف إدلب والشمال، وحماية المدنيين في تلك المناطق، الأغرب في الأمر هو عدم تدخل روسيا فى الأمر فعلياً، رغم قصفه عدة مناطق للمعارضة، سيطرت المعارضة علي جامعة حلب ومركز الشرطة وتم وقوع أكثر من سبعين بلدة فى أيديهم بالإضافة لقطع طريق حلب دمشق الدولي،
بالطبع كان رد قوات النظام باستهداف عشوائى لادلب وريفها، وتناول اعلامة بالتأكيد نغمة الدواعش والارهاب، وأن هذا مخطط امريكي صهيوني لنقل المعركة لسوريا والقضاء على الأسد!!! ( غزة تُدك منذ سنة ولم نسمع حتي إسمه وتريد إسرائيل استهدافه ؟ ) لكن لأول مرة تكون سوريا وحدها دون تدخل حقيقي من إيران وحزب الله والدُب الروسي؛
السؤال الأهم : هل احتدام المعارك في حلب مع وقف إطلاق النار فى الجنوب اللبناني جاء صدفة أم أن حزب الله ترك المواجهة مع الكيان قاصداً ليعود مرة أخرى لمعركته القديمة فى الأراضي السورية ؟؟
الأيام القادمة ستحمل الكثير من الأحداث لأنه في اعتقادي أن نظام الأسد لن يصمت طويلاً عن خروج أكبر مدينة فى سوريا بعد دمشق خارج نفوذه، وبالتأكيد لن يتوقف دعم تركيا للمعارضة والشمال السورى وفقاً لمصالحه، أما عن حزب الله وايران فإما أنهما قد استئذنا إسرائيل في هدنة للقتال في سوريا ثم العودة للحرب ضدها مرة أخرى أو يكون الأمر بالفعل قدريا بحتا لا دخل لاى الاعيب سياسية به !! يبدو أن شرقنا الأوسط سيكون علي موعد مع تغيير جديد في الفترة القادمة. د/ محمد كامل الباز