وصية وائل الإبراشي قبل وفاته والرد الصادم على منتقديه .. بقلم الإعلامي: أحمد رجب
خلال زيارتي لمحافظة الدقهلية وبالأخص مدينة شربين مسقط رأس الإعلامي الراحل وائل الإبراشي، وذلك للمشاركة في مراسم تشييع الجنازة من مسجد سيدي سالم أبو الفرج، وكانت تلك الزيارة واجب مستحق فقد كان المرحوم “وائل الإبراشي” نعم الأخ والصديق الغالي والذي جمعتني به علاقة وطيدة لدرجة أني، وحتى الآن لم أستوعب أبدا خبر وفاته، إلا أن هذا قضاء الله وحكمته على جميع البشر، وكانت الأجواء خلال تشيع جثمان المرحوم يكسوها الحزن الشديد.
ولقد حضرت العديد من القنوات ووكالات الأنباء لتغطية مراسم تشييع جنازة الإعلامي “وائل الإبراشي” ، وكان من بين الحضور بعض المقربين للمرحوم ، ولقد انتابني الحزن الشديد لفراق هذا الإعلامي الكبير وأتذكر أول لقاء جمعني به كان على قناة دريم ومن خلال “برنامج الحقيقة” ، حيث كان رحمه الله من بين المتميزين في عالم الإعلام، حيث أنه قد استطاع أن يقدم العديد من البرامج الهادفة وأذكر منها برنامج العاشرة مساءاً على قناة دريم، كما أنه في مجال الصحافة كانت له تحقيقات وجولات لا نستطيع أن ننسى دوره في تغطية حادث بني مزار، وفي قضية المجند محمود خاطر وفي قضية العبارة السلام ، نعم لقد كان المرحوم “وائل الإبراشي” من النماذج الفريدة والمتميزة في عالم الصحافة والإعلام .
وفي بداية موكب تشييع الجنازة تحركت سيارتين من القاهرة لمدينة شربين مع جثمان الراحل “وائل الإبراشي”، والأسرة وبعض المقربين من معدي برنامج العاشرة مساءًا والذين كانوا بمثابة أبناءه وأخوته فقد كانوا أسرة واحدة.
ربما كانت هذه هي المرة الأولى لي في القيام بمهمة خاصة مثل تغطية مصابي في موت الراحل ” وائل الإبراشي”، حيث كانت تربطني به علاقة وطيدة، وبسؤال بعض جيران الراحل أكدوا على حبهم له وأنه كان إعلامي محايد وإنه كان يساعد الناس ويقدم لهم الخدمات ، ورغم حضور عدد كبير من الفنانين والإعلاميين إلا أني قررت أخذ رأي البسطاء الذين أكدوا على إنه كان إنسان مكافح.
نعم لقد تعلمت من المرحوم “وائل الإبراشي” الكثير ولم أستحي أن أقول ذلك، فهو ذلك الصحفي المميز والإعلامي الأكثر تميزاً، ولقد وجدت زوجته وأبنائه بعيداً عن الكاميرات فزوجته وشريكة حياته تجلس في سيارة سوداء منهارة بعيدًا عن أعين الكاميرات.
وبعد أن تمت مراسم صلاة الجنازة عليه وفي ظل متابعة عدد كبير من الأهل والجيران وفي ظل تغطية عدد من القنوات الفضائية والصحف والمواقع وعلى رأسهم القناة الأولى المصرية، ثم تلي ذلك خروج النعش وسط حشد كبير من أهل شربين وهذا المشهد المهيب قلما يحدث مع أي شخصية عامة.
ولقد تصاعدت أصوات البكاء خلف نعش الإعلامي الكبير “وائل الإبراشي” وذلك طوال السير في الطريق المؤدي إلى المقابر لدفن الجثمان وخرجت كل شربين لتودعه في مسيرة حب للإعلامي “وائل الإبراشي”، حيث كان المرحوم حريص علي أن تكون جنازته بين الفقراء والبسطاء، وكان الدليل علي ذلك وصيته أن تتم الصلاة عليه في مسجد سيدي سالم أبو الفرج بشربين وأن تمر الجنازة وسط البسطاء، كما كان حريصاً علي أن يكون مثواه الأخير في بلدته وإن كان ذلك ليدلل علي عظمته وبساطته وأخلاقه وحبه للجميع والله عز وجل قد قذف حبه في قلوب الناس فلم أرى جنازة لإعلامي بهذا الشكل .
ورغم تعليقات عديمي الضمير والأخلاق من المنسوبين إلى الجماعة الإرهابية المحظورة والذين شمتوا في موته وعلقوا بقلوب مريضة وأخلاق لا تليق مع كرامة وحرمة وجلال الموت ولكن بالطبع هؤلاء المتنطعين لا يعرفون الله ورسوله ولا يعرفون تعاليم الشريعة الإسلامية ولا القيم ولا الأخلاق، نعم أنهم أنصار الجماعة الإرهابية ولكن جلال مشهد تشييع الجنازة وعدد الحضور هو دليل علي حب الناس للفقيد، وأخيراً ومع حضور نجوم ورموز مصر لمراسم تشييع جثمان الإعلامي وائل الإبراشي لمثواه الأخير فإن ذكري المرحوم وذكري نجاحاته ودوره ستظل باقية أبد الدهر ورحم الله الفقيد ومنح أهله الصبر والسلوان ووافر الأجر.