يوم فى تاريخ الإسكندرية بقلم الكاتب الصحفي والمؤرخ: محمد الشافعي
تحتفل مدينة الإسكندرية بعيدها السنوي في السادس والعشرين من شهر يوليو كل عام وقد لا يعرف بعض أو معظم الشباب من الأجيال الجديدة لماذا تم اختيار هذا اليوم تحديداً ليكون عيدا للاسكندرية والإجابة أن هذا اليوم يمثل واحداً من أهم الأيام المجيدة في كل التاريخ المصري حيث أعلن الزعيم الخالد جمال عبدالناصر من قلب ميدان المنشية بالإسكندرية قراره العظيم بإسم الأمة تؤمم شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية وأستطيع بعد دراسة متأنية وطويلة التأكيد على أن هذا القرار قد كان حلماً لكل المصريين على مدى قرن من الزمان..
نؤكد على ذلك لأن قناة السويس تمثل الموضوع الأهم في مجموعة من مؤلفاتي وكتبي تزيد على العشرة كتب مثل قناة السويس ملحمة شعب وتاريخ أمة- حكاوي القناة أنشودة العرق والدماء- ديليسبس الأسطورة الكاذبة.. وتؤكد هذه الدراسات أن مصر قدمت تضحيات لا حدود لها من أجل إنشاء قناة السويس التي كانت مهمة للغرب عند إنشائها أكثر من أهميتها لمصر.
ولكن ذلك الأفاق ديليسبس ضحى باكثر من مائة ألف شهيد جعلهم يحفرون بالسخرة وخدع الوالي سعيد والخديو إسماعيل حتى دفعت مصر كل تكاليف حفر القناة رغم أنها لم تكن ملزمة بدفع أي أموال والأخطر تورط إسماعيل فى مستنقع الديون بتشجيع من ديليسبس ليضع مصر تحت الاحتلال الاقتصادي بعد أن تورط إسماعيل فى بيع حصة مصر من أسهم قناة السويس ثم تورط إبنه الخديو توفيق في بيع حصة مصر في أرباح الشركة ليتحول الاحتلال الاقتصادي خلال سنوات قليلة إلى احتلال عسكري على يد الإنجليز ذلك الاحتلال الذي تم بخيانة ديليسبس والذي استمر أكثر من سبعين عاماً ولم ينتهي إلا على يد الزعيم جمال عبدالناصر بعد قيادته ثورة يوليو 1952وعندما رفض الغرب والبنك الدولي تمويل بناء السد العالي قرر عبدالناصر تأميم قناة السويس ليثأر للشهداء وليستعيد حقوق مصر السليبة والأهم ليؤكد الكرامة الوطنية..وقد شرفت الإسكندرية عروس البحر المتوسط بأن تكون ساحة لانطلاق هذا القرار الذي عمل على تغيير الخريطة السياسية وموازين القوى في العالم..
وقد ارتبط الزعيم جمال عبدالناصر بكثير من علاقات الود والمحبة مع مدينة الإسكندرية حيث عاش فيها عدة سنوات من شبابه الباكر وشارك في المظاهرات الوطنية ضد الإنجليز وقد تحول البيت الذي عاش فيه بحي باكوس إلى متحف كما كانت الإسكندرية الساحة التي اختارتها جماعة الإخوان الإرهابية لاغتيال جمال عبدالناصر في 24 أكتوبر 1954 ولكن الله أفشل تدبيرهم ومؤامراتهم وخرج أهل الإسكندرية في مظاهرة حب للزعيم ورفض للإرهاب والتطرف.. وفي النهاية سيظل يوم السادس والعشرين من يوليو عيدا للاسكندرية ولكل المصريين لأنه يوم الكرامة الوطنية وبداية النهضة العملاقة التي تحققت خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي.