الدين معاملة

صلة الرحم وأثرها في سعادة الفرد والمجتمع

صلة الرحم وأثرها في سعادة الفرد والمجتمع 

صلة الرحم وأثرها في سعادة الفرد والمجتمع
الشيخ محمد رمضان الأزهري

الشيخ محمد رمضان الأزهري
من علماء الازهر الشريف

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبدالله الهادي. الى طريق الحق وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا وعلى من اتبع هداهم واقتفى أثرهم الى يوم الدين
وبعد.


منزلة صلة الرحم في الاسلام:

ان صلة الرحم خلق إسلامي رفيع، دعا إليه الالإسلام وحض عليه. فهو يربي المسلم على الاحسان إلى الاقارب وصلتهم. وإيصال الخير ودفع الشر عنهم قال الإمام النووي : صلة الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب حال الواصل والموصل. فتارة تكون بالمال وتارة بالخدمة. وتارة بالزيارة والسلام وغير ذلك.
ولأهمية صلة الرحم ومنزلتها في الاسلام. تضافرت كثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية بالحديث عنها. يقول تعالى (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين احسانا وبذي القربى ))
ويقول (( ص)) : (( ان الله خلق الخلق حتى اذا فرغ من خلقه قالت الرحم : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال نعم. أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟. قالت : بلى يارب ، قال فهو لك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فاقرءوا ان شئتم (( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم))

الرحم معلقة بالعرش

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله.
وقد اعد الله الأجر الكبير والثواب الجزيل لمن يصل رحمه فان من أعظم مايجازي به الله تعالى. واصل الرحم في الدنيا أن يوسع له في الرزق ويبارك له في العمر قال عليه الصلاة والسلام: (( من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه )) – متفق عليه-
وقد قال علي بن الحسين لولده : يابني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواطن قال تعالى في سورة الرعد (( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار )).

الموطن الثاني في سورة محمد (( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم))
والموطن الثالث في سورة البقرة (( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون )).
وفي الأخرة يحرم من دخول الجنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا يدخل الجنة قاطع )).
فعلينا جميعا أن نصل أرحامنا وخاصة ونحن في هذه الأيام المباركة. فإذا شهر رمضان قد إنتهت أيامه فإن الله تعالى باقٍ فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان. قد ولى ومن كان يعبد الله فإن حيُُ لا يموت.

صلة الرحم

فإذا إنتهى رمضان فإن صلة الرحم
والأعمال الصالحة باقية.
صل رحمك حتى لو كان أقاربك لا يصلوك فلتكن أنت الأخير والأفضل.
وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم (( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل. الذي إذًا قطعت رحمه وصلها )). رواه البخاري في صحيحه.
وأخرج عبدالرازق عن عمر موقوفاً انه قال ( ليس الواصل أن تصل من وصلك ، ذلك القصاص. ولكن الوصل أن تصل من قطعك ).

وهذا ما أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم ، لما انزل الله قوله تعالى (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا ياجيريل ؟ قال جبريل عليه السلام: إن الله أمرك أن تعفو عمن ظلمك. وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك.

العفو عمن ظلمك

وهذا ما أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم ، لما انزل الله قوله تعالى (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا ياجيريل ؟ قال جبريل عليه السلام: إن الله أمرك أن تعفو عمن ظلمك. وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك.

وهذا ما أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم، لما أنزل الله قوله تعالى (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا ياجيريل ؟ قال جبريل عليه السلام: إن الله أمرك أن تعفو عمن ظلمك. وتعطي من حرمك. وتصل من قطعك.

وقد يقول آخر : إن قرابتي يؤذونني ويشتمونني ويقاطعونني – وللاسف هذا شائع وكثير في واقعنا المعاصر- فهل أصلهم ؟ !!
والجواب عند نبيك صلى الله عليه وسلم
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا قال يارسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأُحسن إليهم ويُسيئُون إليَّ أَحلُمُ عنهم ويَجهَلُون عليَّ. فقال صلى الله عليه وسلم (( لئن كنت كما قلت فكأنما تُسفهم المل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك )). رواه مسلم في صحيحه.

قال الإمام النووي : ( معناه كأنما تطعمهم الرماد الحار ، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم. ولا شئ على هذا المحسن ، بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته. وإدخالهم الأذى عليه .
وقيل : معناه إنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف المل. وقيل ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم.

زر الذهاب إلى الأعلى