عاجلمقالات

الدوافع المؤدية إلى جرائم النساء ودور المجتمع في مواجهتها

الدوافع المؤدية إلى جرائم النساء ودور المجتمع في مواجهتها

الدوافع المؤدية إلى جرائم النساء ودور المجتمع في مواجهتها   
ارشيفية

بقلم : مروة السيد أبو سوسو

لقد أفزعني في الآونة الأخيرة عدد الحوادث الفردية التي قامت بها بعض الأمهات تجاه صغارهم، ولذا أخذت أفكر ما الذي قد يؤدى بأم أن تتسبب في قتل فلذات كبدها؟ ومن هم قطعة من قلبها؟؟ وهذه الأسئلة بدأت تتردد على خاطري حتى تذكرت أحداث فيلم shutter island والتي كانت تتضمن قصة زوج وكان له زوجة جميلة لكنها مصابة بمرض نفسي وكان الزوج يتغافل عن ذلك الأمر طوال الوقت لكون المرض النفسي غير واضح على مظهرها، فكانت تبدو طبيعية وفي يوم من الأيام يذهب الزوج لعمله ويعود لمنزله ليجد زوجته قد أغرقت صغارها الثلاثة في البحيرة ثم شرحت له أسباب فعلتها بل وقتلت نفسها فأصاب الزوج الجنون فعلا.
وقد تكرر المشهد حقيقة خلال الأيام الماضية من خلال قصة أم لثلاثة أطفال قتلت صغارها بطريقة بشعة وكتبت لزوجها الغائب رسالة لتوضح أسباب فعلتها والتي لا يعقلها أحد، بل والله أعلم بحالها حال تنفيذها لذات الفعل، وكان الله في عون الأب المكلوم، وثبت الله عليه عقله.
ونحن نعيش اليوم في ظل عالم تضاءلت فيه الرحمة وزادت الضغوط الحياتية فأنهكت فينا قوة التحمل لأحداثها ومازالت الدراما تجسد تلك المشاهد ففي مسلسل سجن النسا والذي عرض حالة مماثلة لسيدة قتلت أسرتها ونفسها لحمايتهم من هذا العالم الموحش، والذي كان يرعبها فقررت حفظهم في مكان أمن ولكنها الوحيدة التي نجت من الموت، والأم ليست هي الملومة الوحيدة رغم تحمل الكثير من النساء لمسئوليات الأسرة في حال غياب الأب وانغماسه في عمله ومتاعبه حتى يستطيع توفير متطلبات الحياة لأسرته.
ولا أعلم على من يقع اللوم هل يكون على أب منهك، أم يقع علي أم أنهكتها المسئولية وأحيانا أصابتها بالمرض النفسي أو أصابتها بالجنون الذي قد يدفعها لقتل نفسها أو قتل أبناءها، لذا لابد من أن نتراحم فيما بيننا ونستدعي الترابط الأسري والدعم المجتمعي فالراحمون يرحمهم الله، وجعل الله كل الكد والعناء في الدنيا طريقا ميسرا للجنة ونعيمها.

زر الذهاب إلى الأعلى