مقالات

حمادة خشبة  يكتب: نظرة أمل وعتاب

حمادة خشبة  يكتب: نظرة أمل وعتاب 

حمادة خشبة  يكتب: نظرة أمل وعتاب
حمادة خشبة

لست ضد أن ينال المعلم من متاع الحياة ، ويعيش في مجتمع يقدره ويوقره مادياً ومعنوياً،واحترام الطلاب لمعلميهم، لابد أيضاً ان يكون الاحترام متبادل بين الطالب والمعلم،

 في المقابل يواجه المجتمع اللوم و العتاب لشريحة معينة من المعلمين والأساتذة الذين يتخذوا ابتزاز التلاميذ والطلاب بإسم الدروس الخصوصية،مسلكا نحو جمع الأموال بغير وجه حق، وهناك شريحة من المعلمين ليسوا هكذا، وهدفهم اعطاء علماً دون أن تنالوا ما يستحقون مقابل ذلك، فقط سعادتهم أن يروا النجاح والتفوق في محيط الطالب والأسرة ، هذا وقد بلغ الرسالة المنوطة بها، هل هذه الشريحة من المعلمين باقية او قد عفا عليها الزمن ، 

 

أصبح الجميع يبحث عن مصدر آخر للدخل مهما كان هذا المصدر حتى ولو على حساب مضمون التعليم، و مضمون الأخلاق.

يجب على كل معلم أن يتحلى بمضمون التعليم الهادف النابع من الضمير الحي، دون اعطاء اي مبررات وهمية تتعلق بالواقع، و تتعلق بغلاء المعيشة. 

إياك أخي المعلم أن ترضى ببيع العلم تحت أي اسم، و تحت أي مسمى، هناك شريحة من الأساتذة المحترمين، تعرف قيمة العلم والمعلم وتعرف قيمة المهنة الشريفة التي هي مهنة الأنبياء والرسل،

إذا ضاعت هذه المهنة ضاع التلميذ والمعلم وضاعت الدولة بأكملها، وهذا ما يبحث عنه الأعداء من الدول الأخرى، حتى نبقى تابعين لهم لا ننهض إلا خلال ما يمنحونه لنا من فِتات التكنولوجيا.

و لست أدري صراحة، من أين جاء هذا الفيروس الذي هاجم منظومتنا التربوية و جعلها رهينة الدروس الخصوصية، على وجه أخص، حتى اصبح بعض الأساتذة  تجارا يجمعون الأموال من قبل التلاميذ، و لا يهمهم سوى جمع الأموال. 

لا يظن البعض أن ما اقوله هو إهانة للمعلم، فهذه ليست بحقيقة، فأنا أساسا معلم وافخر بمهنتي.،ويجب ألا نخلط بين كل المعلمين و يجب ألا نضعهم جميعا في خندق واحد ، لأن هناك من يقدم العلم دون مقابل، و يعتبرونه التلاميذ قدوتهم طوال فترة حياتهم الدنيوية.  لكن الأمر حقيقة لا يتعلق بهذا الصنف الذي قل في هذا الزمن، وأصبح عملة نادرة الوجود.

حمادة خشبة  يكتب: نظرة أمل وعتاب
حمادة خشبة

فما نقصده هي الفئة التي استغلت شغف الطلاب وأُسرهم للنجاح، فراحوا ينظرون إلى التعليم من منظور آخر لا يقل شأناً عن أنه ابتزاز في وضح النهار، و مع سبق الإصرار و الترصد. وبمساعدة بعض أولياء الأمور، حتى أصبح المعلم الذي اختار سبيل التجارة ولا يبحث إلا على كيف يملأ جيبه آخر النهار، تحت ذريعة تقوية الطلاب في المواد الأساسية.

واقع الحال لدينا يكشف أن استمرار نظام التعليم بالطريقة السابقة، من رابع المستحيلات، العالم يتغير والتكنولوجيا تسبق البشر، والعلم يحتل مكانته فى العالم، بينما كان التعليم فى مصر مجرد عملية تجريب متراكمة، تخلوا من العلاج ،

 

يُعد التعليم أهم ركيزة فى منظومة بناء الإنسان فى إطارها الحديث، وهنا تداركت القيادة السياسية الأمر خلال السنوات الـ6 الماضية، وقررت أن تكون على أهبة الاستعداد للتحولات الكبيرة التى يشهدها العالم بفعل التكنولوجيا.

 

على مدى عقود ظلت عملية التطوير تتركز فى إلغاء سنوات وإضافة أخرى، مع استمرار الدروس الخصوصية والملخصات والكتب الخارجية والمراجعات، التي تختصر التعليم فى منح الطالب القدرة على إجابة الأسئلة بصرف النظر عما يتعلمه أو ما يحمله من الثانوية للجامعة.

 

كان نظام الامتحانات في الفترة الأخيرة قائم على الحفظ والتلقين مما أدى إلى تخريج طالب حاصل أعلى الدرجات في حين أن الحياة العلمية لديه لا تتناسب مع الحصيلة التعليمية، حيث كان خريج الابتدائية والثانوية القديمة يجيد اللغة العربية وبعض اللغات الأجنبية والرياضيات والعلوم والآداب بشكل يتجاوز الخريج الحديث، كان التشخيص ظاهرا، والسيادة للدروس الخصوصية والكتب الخارجية والملخصات، والتوقعات المرئية، التى تسمح للتلميذ بالإجابة والنجاح، من دون ضمان لفهم أو معرفة

إن ما حدث وما سيحدث من تطوير منظومة التعليم الجديدة التي قادها وزير التربية والتعليم وبتوجيهات رئيس الدولة تضع الأمور في نصابها الصحيح، وتسمح للطلاب ان يكون الفهم والمعرفة وطريقة البحث عن المعلومة هي أساس التفوق، بصرف النظر عن التقفيل حيث أن لكل طالب وجهة نظرة في الإجابة عن الأسئلة البحثية.

نظام التعليم الجديد له مميزات عديدة وفريدة هو القضاء على الدروس الخصوصية والبعد عن التلقين السمعي، يعتمد نظام التعليم الجديد على الاهتمام بالانشطة وطريقة توظيفها للتعلم، ظهرت وسائل عديدة على شبكة الإنترنت منها بنك المعرفة، والأبحاث والاختبارات بالكتب المدرسية واختبارات الفهم والرغبة في تخريج طالب قادر على الابتكار، وأنه لا توجد إجابة نموذجية، وكلها طرق بالتأكيد تضرب مصالح فئات عاشت تتطفل على التعليم والتلاميذ وأولياء الأمور.

الاباطرة والديناصورات يفقدون مصالحهم ونفوذهم وقدرتهم على امتصاص مليارات التعليم الضائعة، ولهذا فهم أول مَن يُهاجم تطوير التعليم، ومَن يشن حروباً على أنظمة الامتحانات التى تضيع مصالحهم.

من حق ولي الأمر والمجتمع أن يطمئن للنظام الجديد بعيدا عن الإشاعات و الترويجات التي يُروجها البعض على وزارة التربية والتعليم دون فهم أو وعي والتي تصب في مصلحة من أفسدوا التعليم لعقود من الزمان تحولت الدروس الخصوصية لمخدر يدمنة  الطلاب.

قرأت للكاتب الكبير “أكرم القصاص” في جريدة اليوم السابع عن نظام التعليم الجديد أن ما يجرى فى امتحانات الثانوية، العام الماضى والحالى، يشير إلى تغيير، تم تجريبة فى أنظمة تعليم حديثة ناجحة ، وليس مجرد قفز فى الفراغ، ونحتاج إلى تفهمه وهضمه، وتقييمه وليس هدمه، والأمر لا يرتبط بوزير، لكن بدولة قررت تطبيق مطالب ظلت معلقة طوال عقود، وهو تغيير بناءً على مطالب الجماهير، و لصالحها وليس لصالح تجار الدروس والملخصات.

الأمر بالفعل يحتاج للصبر والعقل وتفهم  وفي حدود، عدم إظهار عضلات من يقومون بوضع الامتحانات طبقا للنظام الجديد.

علينا أن نتفهم وضع طلاب وطالبات الشهادة الثانوية طبقا للنظام الجديد وان تراعي وزارة التعليم (الجامعي وقبل الجامعي) تنسيق طلاب الثانوية العامة الجديدة وان يكون هناك إجراءات تُتبع لعدم ظلم هؤلاء الطلاب وعدالة التنسيق ترعاهم وتشد من أزرهم، وأن يراعوا بين الطلاب قاسمي المواد ودرجاتهم التي تعدت الـ 99%وبين طلاب وطالبات الثانوية العامة الجديدة التي لا تستطيعون الحصول على الدرجات النهائية 

وفق الله طلاب وطالبات الثانوية العامة الجديدة وجعلهم سواعدا لحماية الوطن.

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى