فهيم.. القصة الحقيقية وراء فيلم “الآنسة حنفي”
كتبت / دنيا أحمد
وراء الكواليس الشهيرة لفيلم “الآنسة حنفي” (1954)، تقف قصة حقيقية أثارت ضجة في الشارع المصري وقتها. بطلها – أو بطلتها كما بدأ الأمر – هو فهيم، الذي وُلد باسم “فهيمة”، قبل أن يخضع لعملية جراحية نادرة في مستشفى أحمد ماهر بعمر 16 عامًا، لتحويل جنسه من أنثى إلى ذكر.
بمجرد انتشار الخبر، تحوّل عنبر 2 بالمستشفى إلى وجهة يومية لعشرات الفضوليين، حتى اضطر التمورجية إلى تنظيم وقوفهم لمنع الزحام حول سرير “فهيم”.
وفي حوار نُشر بمجلة “آخر ساعة”، قال فهيم إنه بعد العملية مباشرة قرر تعلّم تدخين السجائر، كأحد طقوس الرجولة، رغم الدوخة التي شعر بها من أول نفس. وأضاف أنه لا يعرف القراءة والكتابة ولم يدخل مسرحًا أو سينما طوال حياته، لكنه عازم على استعادة ما فاته، من خلال الالتحاق بمدرسة ليلية وزيارة كل الأماكن التي حُرم منها.
فهيم تحدث أيضًا عن قسوة الحياة التي عاشها كـ”بنت”، محاصَرة بأوامر لا تنتهي وعقوبات قاسية على أي تأخير بسيط خارج المنزل، مؤكدًا أنه لطالما شعر بأنه ولد في جسد لا يشبهه.
قصة فهيم ألهمت الكاتب الصحفي جليل البنداري، فكتب سيناريو فيلم “الآنسة حنفي”، مستلهمًا الفكرة من تلك الواقعة المثيرة، وقرر إنتاجه بنفسه بعدما رفضه عدد من المنتجين لخوفهم من ردة فعل الجمهور على الفكرة الجريئة آنذاك.
قصة فيلم “الآنسة حنفي”
تدور أحداث الفيلم حول حنفي، شاب يعمل موظفًا بسيطًا ويعيش في حي شعبي، لكنه يعاني من مشكلات صحية تستدعي فحصًا طبيًا دقيقًا. يفاجأ الأطباء بأنه في الحقيقة أنثى في جسد رجل، فيتقرر إجراء عملية جراحية له، يتحول بعدها إلى “الآنسة حنفي”.
بعد التحول، تبدأ حياة حنفي في الانقلاب رأسًا على عقب، إذ يجد نفسه محاصرًا بنظرات المجتمع واهتمام الغرباء، كما تبدأ المواقف الكوميدية في التصاعد مع محاولاته للتكيف مع حياته الجديدة كامرأة، في ظل ضغوط اجتماعية وأسرية.
أبطال الفيلم:
• إسماعيل ياسين: (حنفي/ الآنسة حنفي) – قدم الدور الرئيسي ببراعة، وجسّد الشخصية بعد التحول في إطار كوميدي ساخر.
• زينات صدقي: (والدة حنفي) – تؤدي دور الأم الشعبية التي تتعامل مع ابنها/ابنتها في الحالتين بعفوية وكوميديا.
• عبد الفتاح القصري: (العريس المرتبك) – يضيف لمساته الكوميدية المعتادة في مواقف محرجة مع “الآنسة حنفي”.
• سامية رشدي، وسراج منير: قدما أدوارًا مساندة في العمل.
• تحية كاريوكا: شاركت كضيفة شرف، بأداء استعراضي في الفيلم.
أهمية الفيلم:
فيلم “الآنسة حنفي” كان سابقًا لعصره من حيث الطرح الجريء لفكرة الهوية الجندرية، وقد أثار جدلًا واسعًا عند عرضه، لكنه حظي بإعجاب الجمهور بفضل الكوميديا الذكية والأداء الاستثنائي لإسماعيل ياسين.
