بحر الإيمان “الجزء الثالث” من هو الله بقلم: إيمان البحر درويش
بحر الإيمان أجزاء متتالية تهدف إلى استكشاف وتعزيز الإيمان الديني يقدمها لكم المهندس الفنان إيمان البحر درويش .. خاص وحصري لعالم النجوم
السؤال الثالث:
من هو الله … !؟…
وصلنا في الجزء الثاني الى من خلق الانسان بالدليل القطعي والذي يثبت أن الله هو الذي خلق هذا الانسان بما. وصفه في القرآن العظيم على لسان الصادق الأمين الذي لا يقرأ. ولا يكتب وتلك هي المعجزة الحقيقية الباقية بين أيدينا من كل الرسل. والأنبياء السابقين فعلينا أن نحاول أن نثبت كيف أنها كلام الله؟..
وقد ذكرنا في الجزء الثاني من هذا المقال عن نظريات خلق الانسان الأولى فبعد أن كانت أول نظرية لخلق الجنين أن الجنين يتكون من الدم لانقطاع الدم عند المرأة عند الحمل. وهو تفكير منطقي نظرا لعدم توافر المعلومات والأجهزة المتطورة التي صورت الجنين في مراحله المختلفة فنجد أن. وصف العلقة والمضغة هو أدق وصف للجنين في المراحل الأولى. ولا يمكن لمخلوق أن يصف هذا الوصف أبدا مهما بلغ من علم.
ولذلك كانت حكمة الله في أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم أميا لا يقرأ حتى لا يظن الناس أنه قد أخذ هذه المعلومات التي من المستحيل أن يصفها أي انسان بهذا الوصف الدقيق الا من خلق هذا الجنين ثم يأتي اكتشاف العلم لخلق الجنين من التقاء الحيوان المنوي مع البويضة. ونتعجب كيف وصف الله سبحانه أ، الانسان قد خلق من ماء مهين قد يرميه الانسان في الحمام أو في القمامة…
وقد احتار العلماء ما الذي يتكون أولا هل العظام أم اللحم فنجد الاجابة شديدة الوضوح ” فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين نعم يا رب العالمين ما أجمل هذا الخلق العظيم…
وعندما درسنا نظرية دارون للتطور وأن الانسان أصله قرد واكتشف العلماء مدى خطأ هذه النظرية بعد تطور العلم. ويرجع بعض الباحثين أن دارون كان يهوديا ومن المعروف لدى العامة والخاصة أن الله قد لعن اليهود. وجعل منهم القردة والخنازي فابتدع هذه المقولة أن الانسان أصله قرد حتى يجعل البشرية كلها أصلها قرودا وليس اليهود وحدهم!. وذلك نظرا لتشابه الحركات والجهاز الهضمي وغيرها من التفاصيل وتجاهل عن عمد أن هذا التشابه في الخلق قد يكون له احتمال آخر كان لا بد من ذكره اذا كان عالما صادقا أمينا وهو أن الخالق واحد فيتشابه خلق أجهزة الهضم والتنفس قي بعض مخلوقاته دليلا على دقة الصنعة ومقدرة الصانع. ولكم في د.مصطفى محمود وما قام بتفصيله عن كم الخلايا العصبية في الانسان ودقة تحكم المخ بملايين الاشارات التي تتحكم في كل شيء في الانسان.
حتى أن العلماء كانوا يظنون أن منطقة الجبهة ” الناصية ” هي جزء ليس له أهمية أو أي وظيفة تذكر حتى وقعت حادثة بقدر الله لأحد عمال المناجم وقد استقر سيخ من الحديد في هذه الجبهة فأنقذوا حياته. ولكنهم وجدوا أنه فقد القدرة على اتخاذ القرار وأصبح كالطفل الصغير يسمع الأوامر وينفذها حرفيا فاكتشفوا أن هذا الجزء هو الجزء المسئول عن الاختيار بين البديلات بمعنى اذا أردت أن أقف أو أن أدخل الى جهة اليسار أو اليمين فالذي يتحكم في ذلك هي الناصية.
وذلك في الانسان والحيوان والطير فأي خلق هذا ياربي سبحانك وتجد أن الله قد علم نبيه الكريم صلوات ربي وسلامه عليه دعاء عجيبا وهو: ” اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيا حكمك عدل فيا قضاؤك …. الى آخر الدعاء ” فكيف علم هذا الأمي صلى الله عليه وسلم وظيفة هذه الناصية التي. وصفها الله لأحد الكافرين بأنها ناصية كاذبة خاطئة واحتار المفسرون قبل أن يكتشف العلم سر هذه الناصية
” وما من دابة الا آخذ بناصيتها “سبحانك ربي العظيم …
ولذلك فمعجزة القرآن العظيم ليست اللغة العربية والفصاحة التي اشتهر بها قوم النبي صلى الله عليه وسلم كباقي الأنبياء في معجزاتهم التي تكون من جنس ما نبغ فيه قومهم بل ان معجزة القرآن هي العلم الذي جزء منه هو اللغة العربية والفصاحة والبلاغ. ولأن الأنبياء جميعهم
قد أرسلوا الى أقوام بعينهم مثل بني اسرائيل وعاد وثمود وغيرهم لكن النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسل للعالمين “. وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ” أي كل العالم ولو فكرتم قليلا هذا العصر والبشر الآن ما هي اهتماماتهم. وما نبغوا فيه الآن والى يوم القيامة سنجدوا أنه ” عصر الاكتشافات العلمية” ومعنى ذلك أن هذه المعجزة تخص كل هذه الأجيال التي امتازت بالتطور العلمي.
ولذلك يتحدى الله العالم أجمع في قوله: ” سنريهم آياتنا في الآفاق. وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق”. والى لقاء في الجزء الرابع لتكملة ما بدأناه لنتعرف على هذا الخلاق العظيم فتبارك الله أحسن الخالقين. ونثبت هذا الحق وهذا اليقين بأن هناك يوما للحساب بلا شك. والا كان أفضل الناس استمتاعا بهذه الحياة هو ما يفعل كل ما يحلو له من الموبقات والملذات والشهوات…
ولكن ” انما خلقتم للأبد ولكن من دار الى دار تنقلون ” لنرى ف النهاية “هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا” …