الدوحة الخامسة ( رمضان.. والأخلاق ) بقلم: د. ياسر أحمد العز
ورمضان فرصة لمعاملة الغير بالخير فلا غيبة قاتلة ولا نميمة سامة ولا لغو فاسد ولا إثم ولافسوق ولاسباب ولا كذب. فكما قال صى الله عليه وسلم ( الصيام جُنَّة ، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يصخب )
وعن أبي المتوكل الناجي قال: ( كان أبو هريرة وأصحابه إذا صاموا ، جلسوا في المسجد. وقالوا: ” نطهر صيامنا” ) وعن مجاهد:قال (( من أحب أن يسلم له صومه ؛ فليتجنب الغيبة والكذب )) . وعن أبي العالية قال: ” الصائم في عبادة ما لم يغتب ، وإن كان نائماً على فراشه ” . ورمضان فرصة للتغيير ..
لمن كان قليل الصبر ، سريع الغضب ، أن يتعلم من صومه فى رمضان الصبر والأناة . فأنت الآن تصبر على الجوع والعطش والتعب والنصب ساعات طويلة ، ألا يمكنك – أيضاً – أن تعود نفسك من خلال شهر الصبر. . الصبر على الناس وتصرفاتهم وأخلاقهم ، وما يفعلونه تجاهك من أخطاء. وليكن شعـــارك الدائم{ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } وقول النبي صلى الله عليه وسلم” لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضـَبِ
“وقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه. دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء ”
رمضان فرصة لتنقية وتصفية أجواء المعاملة بينك وبين أخيك فبادر بالعفو والمسامحة. لمن أساء اليك وبادر بمصالحة من خاصمتهم واعف عنهم أسأل الله أن يعفو عنا وعنك. إن هذه الأيام فرصة تاريخية لمحو الأحقاد من القلوب تجاه إخواننا. فلا مكان هنا لمشاحن وحاقد وحسود ، وليكن شعارنا جميعا قوله تعالى ” ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.” يقول بعض السلف:( أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ)