المداومة على العمل الصالح بعد رمضان بقلم: الشيخ عبد العزيز زيدان
بالأمس القريب كنا نعيش فى شهر رمضان نصوم نهاره ونقوم ليله ونقرأ القرآن ونتصدق ونتسابق إلى الخيرات فكان موسما عظيمًا للتجارة مع الله ونقضي هذا الشهر بخيراته وبركاته ربح فيه من ربح وخسر، فيه من خسر وكان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر ان يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم.
العنصر الأول
أقسام الناس بعد رمضان
ان المتأمل فى حال المسلمين بعد انقضاء شهر رمضان يجد أنهم على فريقين:
الفريق الأول العبد الرباني ليس الرمضانى فهو مستقيم على طاعته بعد رمضان كأنه فى رمضان.
الفريق الثانى العبد الرمضانى الذى يعبد الله فى رمضان فقط كأن الله تعالى رب رمضان فقط.
العنصر الثانى:
علامات قبول العمل الصالح
أولًا الاستمرار على الطاعة دون التقيد بزمن أو مكان قال تعالى ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) ولما سئلت عائشة عن عمل النبى هل كان يخص شيئا من الأيام قالت لا كان عمله ديمة.
وفى حديث آخر أحب الأعمال إلى الله ادومها وإن قل. ومن هنا يجب على العبد ان يستقيم على الطاعة فاستقم كما أمرت ومن تاب معك.
ثانيا: حسن الخاتمة وحقيقتها أن يوفق الله عز وجل العبد قبل وفاته للتوبة من المعاصي والإقبال على الطاعات وعمل الخير وقد دعانا الله عز وجل إلى ذلك فقال: يأيها الذين أمنوا إتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
ودعا إليها الانبياء والمرسلين فقال تعالى عن إبراهيم ويعقوب ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون وقال عن يوسف توفني مسلمًا ومن دعاء سيدنا رسول الله اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.
ومن النمازج التي أحسن الله ختامها قصه الرجل الإسرائيلى الذى قتل مائة نفس ثم تاب الله عليه
ثالثا: الخوف من عدم قبول العمل قال العز بن عبد السلام ان عمال الآخرة لا يقطعون بحسن الخاتمة وهم مع ذلك يخافون إلا يقبل منهم مايعملون وقد جاء التنزيل بذالك قال تعالي والذين يؤمنون ما ءاتو وقلوبهم وجله أنهم إلى ربهم راجعون وقد سألت السيدة عائشة رسول الله عن هذه الآية أهم الذين يشربون ويسرقون قال لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وهم يخافون إلا يقبل منهم مايعملون
وفي النهايه ندعوا الله تبارك وتعالي أن يجعل ألسنتنا رطبة بذكره وأن يعيننا علي ذكره وشكره وحسن عبادته وان نكون من العباد الربانين.