مقالات

حمدي رزق يكتب.. بعيون نيِّرة

حمدي رزق يكتب.. بعيون نيِّرة

حمدي رزق يكتب.. بعيون نيِّرة
حمدي رزق

فاضل على الحلو دقة، فاضل على توفيق أوضاع الألفين كنيسة الأولى (فقط ٤٢ موافقة)، عدد الموافقات الصادرة من مجلس الوزراء حتى اجتماع الأحد (١٩٥٨ كنيسة ومبنى تابعًا)، بعد توفيق أوضاع (٧٦ كنيسة) جديدة، هذا الأسبوع، وهذا ما يُغبط الحادبين على إنجاز هذا الملف، الذى يحظى باهتمام رئاسى لافت.

انتظام أعمال اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس، والتى شُكلت فى يناير ٢٠١٧ تأسيسًا على صدور القانون رقم ٨٠ لسنة ٢٠١٦، جهد وطنى معتبر، وتأكيد وطنى على حرية العبادة وقوامها بناء وإعمار الكنائس.

قرار هذا الأسبوع يترجم إصرارًا على استزراع المواطنة كنبت أخضر فى صحراء الوطن، برعاية رئاسية مخلصة. فيه شغل وطنى محترم يتم على الأرض، تجسيد لمعنى المواطنة الذى جذّره القانون فى سياق بناء الكنائس وتوفيق أوضاعها، وكانت أوضاعًا محزنة لإخوتنا.

لولا ثورة ٣٠ يونيو التى تمخضت عن مواطن مصرى ذى فطرة سليمة برتبة قائد يستبطن المعنى الحقيقى للمواطنة، وعنوانها العريض حرية العبادة، والحق فى إقامة دُور العبادة، والمساواة فى هذا الحق، ما كان هذا الإنجاز الوطنى قد تحقق.

المواطن المصرى «عبدالفتاح السيسى» يبنى المسجد والكنيسة فى العاصمة الإدارية والمدن الجديدة، ولا يفرق بين المئذنة والمنارة، فلسفة البناية الجديدة فى الجمهورية الجديدة أنها تؤسس على المواطنة الصحيحة، براءً من الأمراض المتوطنة والسارية، خُلوًا من إحن ومحن وثارات وحزازات الماضى القريب الكئيب، أيام الاحتلال الإخوانى المتسلفن البغيض.

ركز فى النقلة التاريخية التى عبرت بالقضية إلى بر المواطنة، منجز تاريخى، حاصل جمع نضالات جمع من المصريين يستبطنون المواطنة الحقة.

ما تم توفيق أوضاعه من كنائس ومبانٍ فى الفترة من مايو ٢٠١٨ حتى يوليو ٢٠٢١، ينسحب عليه تعجبًا «حلم ولا علم»، (١٩٥٨ كنيسة ومبنى) تحصلت على رخصتها، ورفعت صليبها، وصدحت أجراسها، وأُضيئت منائرها.

فوق الخيال ما يحدث، يصدق فيها من أقوال «مارتن لوثر كينج المأثورة»: «بالإصرار الصبور والراسخ، سوف نمضى قدمًا إلى أن تتحول كل وديان اليأس إلى قمم للأمل، وإلى أن يتحول كل جبل من جبال الغرور واللاعقلانية إلى تلّة وضيعة بعملية التسوية التى ديدنُها التواضع والشفقة، إلى أن تتحول أماكن الظلم القاسية إلى سهل ناعم من التساوى فى الفرص، وإلى أن يتم تصحيح أماكن الإجحاف الملتوية بآلية تقويم أساسها حكمة بعيون نيِّرة».

مهم التنوير على منجز وطنى معتبر، على سبيل المعلومات عن المنجزات التى تتحقق فى صعيد طاهر، معلوم «اللى ميعرفش يقول عدس»، ويحمل على رئيس الحكومة، الذى هو رئيس اللجنة تكليفًا، وجهوده غير منكورة فى هذا الملف الشائك، وفى هذا السياق الوطنى يُقال للمهندس مدبولى: معلهش، أصل اللى ما يعرفك يجهلك، اللى ما يعرف جهودك ما يُثمِّنك، فقط عليك أن تكون حكيمًا فى الوقت المناسب، فذلك تسعة أعشار الحكمة.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى