العارف بالله طلعت يكتب: معمرون على أرض سلطنة عمان
الحلقة الثالثة
حميدة بنت حمدون بن سعيد المرجبي تبلغ من العمر أكثر من100 عام تقطن بإحدى قرى المنطقة الشرقية شمال .تعشق متابعة المسلسلات التليفزيونية وتجيد الطهي بمهارة ومن أحب المأكولات لديها السمك والدجاج والتمر .وعن التغيرات التي شهدتها سلطنة عمان سابقا وحاليا كان لنا معها الحوار التالي :
استهلت حميدة بنت حمدون بن سعيد الرجبي حديثها قائلة : حظيت المرأة العمانية باهتمام دائم ومتواصل في ظل مسيرة النهضة المباركة لقدرتها على الإسهام الايجابي في التنمية الوطنية باعتبار العمل التطوعي أحد المبادئ الرفيعة والقيم السامية التي دعا الإسلام الحنيف إلي الأخذ بها من خلال دعوته القرآنية إلي تكاتف المسلمين وتعاونهم مع بعضهم البعض من أجل الرقى بمجتمعهم والوصول به إلي أعلى درجات التقدم والرفاهية .
المجتمع العماني
وتتذكر محدثتي :كيف كنا بالأمس وما هو عليه اليوم من نهضة وحركة تنموية واقتصادية . فقد عرفت عمان في عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- تطورا مشهودا . وان الإنسان العماني احتفظ بهويته على الرغم من النقلة الاجتماعية المتنوعة التي شهدتها عمان طوال مسيرتها الماضية بما يعكس ارتباط الإنسان العماني بتراثه وأصالته وحرصه على العيش في الحاضر بروح الماضي وهي سمة يتميز بها المجتمع العماني.
ومن هذا المنطلق كان حرص السلطنة منذ النهضة المباركة على تشجيع العمل التطوعي إيمانا منها بأن هذه المؤسسات الأهلية غير الربحية تساهم في دفع عجلة التقدم والنمو في مختلف الميادين الاجتماعية والثقافية والاقتصادية من خلال المرأة للعمل على تطوير إمكاناتها وقدراتها حتى تصبح عضوا نافعا في المجتمع .
النهضة الحديثة
أشارت قائلة :المرأة العمانية كانت زعيمة على مستوى القبيلة وكانت الأديبة على مستوى الشعر والأدب وكانت حكيمة في مجال العلاج وكانت العاملة في الحقل والاهتمام بإدارة المنزل وتربية الأبناء بل وكانت واعظة في مجال الشرع . وبالتالي لا غرابة أن تكون انطلاقها بالنهضة الحديثة وارتيادها لسلم عضوية المجالس النيابية والعمل في الأجهزة الإدارية والمدنية منها والأمنية وفى السلك الدبلومسى وفى السلك الاكاديمى حيث نرى في يومنا هذا على الأقل المرأة العمانية وهي وزيرة ووكيلة وزيرة وسفيرة وصاحبة أعمال ونهيك عن أنها مهندسة وطبيبة ومديرة وضابط في الأجهزة الأمنية والدفاعية .
فهي باستمرار لنهج عماني متواصل مع الأخذ في الاعتبار متطلبات الحياة العصرية .
الأجيال الجديدة
أوضحت قائلة:لعبت المرأة دورا متميزا ومؤثرا وفاعلا وفعالا وشعور طيب وجميل وحققت الهدف المنشود الذي نعمل من أجله لإيصال الرسالة لجميع فئات المجتمع ومحفز للتعريف بالثقافات العمانية المختلفة . والمرأة العمانية لها دور حيوي يمثل نصف المجتمع في عملية التنمية الوطنية ليس فقط من خلال المشاركة بالعمل والجهد في هذا المجال . أو من خلال الدور الاجتماعي الذي تقوم به المرأة العمانية كأم وربة منزل في إعداد الأجيال الجديدة . وهاهو الإنجاز تلو الإنجاز يغمرنا جميعا فيزداد العطاء تواصلا بروح الحماس والتفاني .
كانت للنساء مهن كثيرة ومفيدة في نفس الوقت بالنسبة لها تقضى المرأة حياتها ووقتها في العمل بها فهي التي تقوم برعاية الأسرة والبيت وجلب الماء إليه والطبخ ورعاية الحيوانات وجز البرسيم وعمل السمن العربي من حليب البقر وطحن الحنطة وتطريز الملابس النسائية والرجالية والولادية سواء لإفراد أسرتها أو للكسب من ورائها وصناعة البخور والعطور وغيرها من المهن التي تعمل بعض النساء في السعفيات والخزفيات.
والمرأة العمانية تحافظ على هويتها من خلال الملابس الوطنية التقليدية وتأتى الأنماط الحديثة من الملبس أو الموضة بإضافات وتجديدات جديدة لهذه التقاليد دون أن تؤثر على الجوهر الحرفي الذي يجسد تحدى الحفاظ على التوازن بين الحداثة والتقليد التي يواجهه الشباب العماني مع ذلك فإن العمانيون ومن خلال زينتهم المبدعة قد نجحوا في إفراز أنماط زى حديثة تتفق مع ثقافتهم القديمة .
وأضافت : كانت النساء والفتيات في كل منزل تقوم بتنظيف البيوت وساحاتها والطرقات التي حولها . ثم تقوم برش الماء لتلطيف الجو . إضافة إلى ذلك تعليق القنديل السراج خارج البيت طوال الليل لإنارة ما حوله مساهمة منها لعابري الطريق . ومن الواجب غرس روح العمل التطوعي من خلال التنشئة الأسرية والمؤسسات التعليمية ومطالبة وسائل الإعلام بدور أكثر تأثيرا في تعريف المجتمع بماهية العمل التطوعي وحالاته وروافده كما يجب تأهيل المتطوعين وتشجيعهم من خلال الحوافز المادية والمعنوية .