نحن هُنا … بقلم : منة الله قدري
حديثنا اليوم ليس موضوعاً فكرياً فحسب . بل قضية إنسانية ملهمه أثارت الجدل الفكري طويلا في كل بلاد الدنيا .. حديثنا عن أناس قد ميزهم الله عزّ وجل بمميزات خاصة جعلتهم رؤية مجتمع وكأنهم يتحدثون قائلون : انظروا ” نحن هنا مميزون ” .فقد خلقهم الله مختلفين ليميزهم ويبرزهم ويثبت وجودهم .. نعم هم “ذوي الاحتياجات الخاصة” وأهل الهمم العاليه بل لنقل هم ذوي المميزات الخاصة .
هم …نعم هم من تغاضوا عن الأقاويل المحبطة وجاهدوا في سبيل تحقيق ذاتهم ورفعوا شعار ( أنا هنا ) فسمعهم الله وكان جابراً لخواطرهم وأظهر لهم نور الطريق ونجاهم من عتمته التي إذا أصابت أوجعت .
أهل الهمم .. سوف تجدهم في كل مجال ومكان يتميزون عن الكثير والكثير من الشباب اليوم الذي سرعان ما يتخاذل أو يتكاسل ويدعي أن الحياة قد اهملته وخذلته ….ولكن الحياة لا ذنب لها فإن ظنوا أن الحياة قد خذلتهم فما معنى وقيمة كلمات الأمل والكفاح .. الأمل الذي وضعه أمامهم هؤلاء الأناس المميزين وساروا على نهج تلك الكلمة واثقين أن الله عز وجل لن ينسى خلقه .فتجد منهم من برع في الرياضات المختلفة كالسباحة وغيرها وحققوا العديد من البطولات ولم توقفهم كثرة المحاولات حتى حققوا فخراً ونصراً عالمياً زرعوا به الأمل في النفوس .
ومنهم من برع في مختلف الأنشطة ساعياً حول تلك الكلمتين “أنا هنا ” تميزت ..فسعيت.. فحققت .. فنجحت
برغم اختلافهم لم تغلبهم المخاوف ولم تزعزهم كثرة الآراء …فتجدهم قد تغلبوا على العديد من الصعاب وواجهوا الضباب …قائلين : نحن هنا…..نحن هنا
فننظر إليهم صايغين قائلين ؛ انهضوا ” تفسحوا في المجالس يفسح الله لكم .
ولكن رغم هذا التطور المجتمعي والثروة التكنولوجية والعولمة نجد أحيانا بعض الجهل الإجتماعي حتى يومنا هذا فبعض الأسر إذا رزقهم الله طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة تجدهم قد ندبوا حظهم ولعنوا يومهم وانقضوا عن حمد ربهم ونبذوا وانكروه ، ولكن ما ذنب هؤلاء الأبرياء الذي استقبلوا الدنيا بدون ذنب منهم أو رضاء من قسوة ونكران
كما تجد أيضاً علي نقيض هذا وذاك جانباً مشرقاً ..،فتجد بعض آخر من الأسر قد رضوا حكم ربهم وتعايشوا قابلين الأمر واسعين الفكر ..اهتموا ونموا ودافعوا واظهروا طفلهم للنور واوقفوه طريق العبور ..
لذلك يكون خطابي الأول موجهاً لتوعية الأهل قبل كل شئ .. وأي شئ قائلين لهم “اتقوا يوماً ترجعون فيه الي الله”
وليكن خطابي الثاني للمجتمع .. كُن ليناً هيناً معهم . كن سامعاً لهم ..فهم اطيب القلوب ، وأطهر من خلا من العيوب
فهم المميزون .. الموجودون .. البارعون .