سمير الإسكندراني … الثعلب المصري في ذكرى وفاته الأولى
تقرير: ثريا الصاوي
احب الفن بكل أنواعه هو مطرب وفنان ورسام نشأ على سهرات وأمسيات الأدب والفن والغناء التى كان يقيمها والده فوق سطح منزلهم، امتزج نموه بأشعار بيرم التونسى وألحان الشيخ زكريا أحمد وغناء والده بصوته العذب وأحاديث السياسة والحرب والاقتصاد.
تحل علينا اليوم ذكرى وفاة الفنان سمير فؤاد الإسكندراني الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم العام الماضي، هو النجم الذى أجاد الغناء بالإيطالية والإنجليزية والفرنسية والتشيكية، ليختلط الفن الغربى والشرقى معًا.
ولد في حي الغورية بالقاهرة سنة 1938، كان والده يعمل تاجرًا للأثاث وكان محبًا للفن وصديق لمجموعة من كبار الشعراء والملحنين مثل زكريا أحمد، بيرم التونسي، أحمد رامي.
التحق الإسكندراني بكلية الفنون الجميلة وبدأ تعلم اللغة الإيطالية بها، واستمر في تعلمها بعدما ألغيت اللغة الإيطالية من الكلية في مدرسة لتعليم الأجانب والمصريين، دعاه المستشار الإيطالي في مصر لبعثة دراسية إلى إيطاليا، وهناك ذهب لاستكمال دراسته بمدينة بيروجيا الإيطالية عام 1958 ولم يبلغ من العمر عشرون عامًا.
قدم سمير الإسكندراني العديد من تترات الأعمال التلفزيونية، أبرزها مسلسل الطاحونة، والوليمة، ومسلسل ملحمة الحب والرحيل عام 1986.
أهم أعمال الإسكندراني الغنائية، يا نخلتين في العلالي، Take me back to Cairo، النيل الفضى، حبك الآن وسأحبك غدا t’amo e t’amero، نويت أسيبك، قدك المياس، اه يا جميل ياللي ناسيني، يا رب بلدي وحبايبي، بنعاهدك يا غالية، ابن مصر، في حب مصر، ومين اللى قال، تسلم الأيادي.
وفى حوار سابق أجره سمير الإسكندراني قبل وفاته؛ أشار إلى أن عمله مع المخابرات مرحلة أساسية وفارقة فى حياته مؤكدًا أن أحد أجداده كان يهوديًا واعتنق الإسلام، وحاول أحد الإسرائيليين تجنيديه أثناء دراسته فى إيطاليا، وساهم فى إسقاط 6 شبكات تجسس إسرائيلية فى مصر.
القصة بدأت بتلقي دعوة من المستشار الإيطالى بالقاهرة لبعثة دراسية إلى إيطاليا، ذهبت لاستكمال دراستي في مدينة بيروجيا الإيطالية عام 1958.
تابع ركز عملاء الموساد على الإيقاع بي عن طريق شاب يدعى سليم، فتقرب مني، لكن سرعان ما تسرب الشك إلي من تصرفات الشاب المريبة، خاصة بعدما عرف بجواز سفري الأمريكي، رغم ادعاءه أنه عربي. وتوطدت أواصر الصداقة بينه وبيني وأخبره أنه يعقد بعض الصفقات التجارية، التى تتطلب سرعة التحرك وسريته.
أكمل الإسكندرانى بدأت أن اراوغ سليم ، حتى أعرف ما يخفيه، وبلغني أن جده الأكبر كان يهوديا، واسلم و تزوج جدته، ولكن أحدا لم ينس أصله اليهودى، وأنه أكثر ميلا لجذوره اليهودية، منة المصرية، إلى أنه اندفع وقال فى حماس: كنت أتوقع هذا.. أنا أيضا لست مصريا يا سمير ، أنا يهودى.
وبالفعل بدأت في تدريبات على الحبر السرى، والتمييز بين الرتب العسكرية، ورسم الكبارى والمواقع العسكرية، وطلب مني التطوع فى الجيش عند العودة إلى مصر بمقابل مادي كبير، و عندما وصلت إلى مصر طلبت الذهاب إلى المخابرات العامة، لاروى لها كل ما حدث واصريت على ألا أبلغ ما لدي إلا للرئيس جمال شخصيا وبالفعل استمع الرئيس فى اهتمام شديد.
بدأ سمير يعمل لحساب المخابرات المصرية، وتحت إشراف رجالها، الذين وضعوا الأمر على مائدة البحث، وراحوا يقلبونه على كل الوجوه، تمكن من إسقاط شبكات تجسس داخل مصر.
دعاه الرئيس جمال عبد الناصر، يكافئه على نجاحه فى تلك اللعبة، وأطلقوا عليه فى جهازى المخابرات المصرى والإسرائيلى “لقب الثعلب” عندما تسبب نجاحه فى استقالة مدير المخابرات الإسرائيلية هركابي .
توفى سمير الإسكندراني 13 أغسطس 2020 عن عمر 82 عامًا بعد معاناة مع المرض.