مقالات

حمدي رزق يكتب.. الهري في إيه النهارده؟

حمدي رزق يكتب.. الهري في إيه النهارده؟

حمدي رزق يكتب: الهري في إيه النهارده؟
حمدي رزق

هرية سيدة التجمع العارية، راحت مطرح ما راحت، و بعدها هرية “زيرو” شيرين عبد الوهاب، حلقت شعرها “زيرو”، وقبلها “خمرة” مو صلاح، وقبل اللي قبلها معركة “مثلية” الملاعب الإنجليزية وكان بطلها “أبو تريكة” .. الهرى فى إيه النهارده، وبكره، وبعده بكره، هرية الأسبوع.. قالوها الأجداد الفاضى يعمل قاضى، والمجتمع صار أغلبه قضاة، تحديدا محتسبين، من الحسبة، يجلسون ليعدوا على الناس أنفاسهم، ويشيرون تلك الأنفاس مع دخان السجائر أو سحابات المعسل السلوم، هرى، هرى، هرى، صياح، صويت، عويل، ياللمهزلة الأخلاقية!

مجتمع النميمة تضخم، وصار عبئا ثقيلا على السلامة النفسية للمجتمع كله، الشارع يضج بالهرى، فى الفاضى والمليان، والمليان يكب على الفاضى، ونظرية الأواني المستطرقة متحققة تماما، ونار النميمية من مستصغر الحكايات، وشفت، وسمعت، وقالوا، وقلنا، ومنشور على الفيس، يااااه مصيبة، فظيعة، معقول، حصل، وباغلظ الايمانات حصل حتى شوفها على الفيس، بذمتك شفتها عارية، أدققت النظر، عاوزة تلسكوب يا عمنا.. اه بس عريانة..

الهرى خرق السقوف جميعا، اللي نبات فيه نصبح فيه، نستيقظ على هرية، وننام على هرية، هرى هرى هرى، اتهرينا هرى، حاسس أن هناك من ينظم انسياب الهرى فى الشارع، ويبث الهرى فى الفضاء الإلكترونى، النميمة الإلكترونية صارت شغلا شاغلا، متوالية اشتغالات، تدور فى فلك المجتمعات، فيلتقطها بعض النظارة، فيشيرونها تشييرا كثيفا، وهكذا تولد “الهرية” فى الفضاء، تتنزل على الفيس، يلوكونها، ويمضغونها، ويستحلبون رحيقها، ثم يلقونها فى عرض الطريق ليتعاطها السيارة..

منظومة الهرى التى تبدو عشوائية إلى أن يثبت العكس، تستنفذ قوى الشعب العامل (من المفردات الإشتراكية) وتتفاعل مع كروموسومات الشر الكامنة، وتتحور لتستولي على العقول فتحرفها بعيدا عن القضايا الحيوية، وتخلط من التخليط الخاص بالعام، فلا تبين الفروق بين الخاص والعام.

حلاقة شعر شيرين خاص جدا، وطلاقها من أدق الخصوصيات، وغيرها كثير، الناس حاطه مناخيرها فى كل حاجة، ويحولون الخاص إلى عام، ويصنعون من الحبة قبة، ويتسلقونها عاليا، فيصنع التريند على اعينهم وبمشاهداتهم، واسهاماتهم تشييرا كثيفا.

حالة “الهرى المسيطرة على العقل الجمعى” تستوجب دارسة مجتمعية، نفساوية، “مسك السيرة” مرض متوطن، وسارى فى آن، وضاعفت من عدواه وسائل التواصل الاجتماعى، وجروبات “الماميز” !!

مرض اجتماعي يستوجب علاجا، والعلاج بالمعلومات الصحيحة المتاحة ليتنفس الناس طبيعيا، ومشروعا مجتمعيا يجتمع عليه الناس ويتحلقون، النقاشات فى القضايا الكبيرة مهم وضرورى كوصفة علاجية، إذا تركنا الشارع لسفاسف الأمور لن نجده عندما نحتاجه فى قضايا المستقبل، تخيل قصة عارية التجمع أكثر اشتهاء من قصة اللقاح المصرى ضد كورونا “كوفي فاكس”، وقصة “خمرة مو صلاح” بزت قصص مشروعات قومية تغير بنية المجتمع بالكلية.. كما يقولون ليس هكذا يا صاح تورد الإبل !!

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى