حمدي رزق يكتب… صلاح فى أنفيلد .. طويل الأمد
«يسر نادى ليفربول لكرة القدم الإعلان عن توقيع محمد صلاح عقدًا جديدًا طويل الأمد مع النادى».
ورَدَّ صلاح على التحية بأحسن منها: «أشعر بشعور رائع وأنا متحمس للفوز بالألقاب مع النادى.. إنه يوم سعيد للجميع».
حسنًا فعل صلاح بالبقاء في قلعة «أنفيلد» العريقة، ملعب ليفربول التاريخى، ناهيك عن حماسة «يورجن كلوب»، المدير الفنى لليفربول، وغبطته وسروره ببقاء صلاح ليقود «الريدز» إلى قمة الكرة الأوروبية، كلوب يعول على صلاح كثيرًا، ويقول للموقع الرسمى لليفربول، بعد تجديد عقد محمد صلاح: «أعتقد أن صلاح ينتمى إلينا، هذا هو ناديه الآن، ليس لدىَّ شك في أن أفضل سنوات (مو) مازالت قادمة، وأن المواسم الخمسة الأولى هنا كانت بمثابة أسطورة».
لو هناك سبب وحيد لبقاء صلاح في قلعة «أنفيلد» فيقينًا هو جمهور ليفربول، ولولا خشية إدارة الريدز من غضبة الجماهير الحمراء لما سلّمت بمطالب صلاح المشروعة.
ولو هناك سبب وحيد لقبول صلاح عرض الريدز فيقينًا هو الجمهور الأحمر الذي يتغنى باسم صلاح، اللاعب الوحيد الذي استحق أغنية خاصة تتردد في المدرجات، وتُرسم صورته جرافيتى على الحوائط. صلاح سكن في قلب أنفيلد لن يغادره.
إذن، قُضى الأمر، صلاح مستمر مع الريدز لسنوات ثلاث قادمة، فرصة وسنحت لتحطيم كل الأرقام القياسية في الكرة الإنجليزية، وتبوؤ قمة الكرة العالمية، صلاح قطع الطريق سريعًا نحو العالمية.
جدّ خشيت أن يذهب إلى «برشلونة» في حالته الصعبة هذه السنوات، أو إلى «ريال مدريد» وفى النفوس غُصّة من تراشقات النهائى الأوروبى الأخير، وخشيت أن تستقطبه رؤوس الأموال النهمة لاحتكار المواهب الكروية دون حسابات مستقبلية، معلوم صلاح فرخة تبيض ذهبًا، إعلانات وترندات وبيع فانلات، صلاح يُدِرّ الملايين بقدميه.
عين العقل، اختيار صائب تمامًا، وبشكل مُرْضٍ تمامًا، وصلاح يستحق أكثر من هذا، والأيام الحلوة قادمة لسبب أن صلاح «خَيِّر»، فاعل خير دومًا، وربنا يكافئ الخَيِّرين بكرمه، توفيقًا وسدادًا، لا يترك صلاح باب خير إلا وقصده في السر، ودعاء الطيبين لصلاح سره باتع.
صلاح- فضلًا عن موهبته واجتهاده وشغله على نفسه- محظوظ بدعاء الوالدين، ودعاء الملايين في ظهره.
«أبومكة» حسم أمره وتوكل على الله، صلاح من أنفيلد قادم إلى الكرة الذهبية، «The Best FIFA Men›s Player» كأحسن لاعب في العالم، لن تتمنّع عنه طويلًا، قاب قوسين أو أدنى، تجديد العقد فاتحة خير وسترون صلاح آخر، صلاح ملؤه الثقة في النفس، ورغبة في إنجاز فروضه الكروية، وارتقاء المنصات العالية.
في حرص إدارة الريدز على الاحتفاظ بصلاح رد مفحم على تطاول بعض الكارهين من «حزب أعداء النجاح»، أسفروا عن وجوههم القبيحة في مناسبات عدة، حزب عتيد في الإجرام، يكره الموهوبين، ويحقد على الناجحين، ويتمنى زوال النعمة، ويمعن في التفشيل والتحبيط والإحباط، ولا يُظهر سوى سواد القلب، قلبهم أسود غطيس.
لو استهدف الحزب الكريه موهوبًا لأقعده جنب الحائط يندب حظه، حزب أعداء النجاح حارَ في شأن صلاح، كلما حطُّوا عليه فاجأهم بهدف جميل يطير صوابهم، وكلمة السر «المحبة». مَن يحبه ربه يُحبِّب فيه خلقه، وخلق كثير يدعو لصلاح بالتوفيق. وربنا يحميه من شر الإصابات.. عدوه الوحيد!.