عمرو صادق السخاوي يكتب: أَلَيْسَ مِنكُم رجل رشيد!
كنت جالساً في إحدى المقاهي الشعبية بقريتي لأحتسي كوب القهوة الذي اعتدت على تناوله يومياً في الفترة بين السابعة والتاسعة مساءً ملتهياً بما يقذفني به عقلي بين الحين والآخر من أفكار لتبدو أصوات المحيطين بي خافتة نتيجة شدة تركيزي، وإذا بأصوات اختلفت تردداتها عن المعتاد سماعه لتخترق صمام أذني بحدة لأُسرِع بالنظر تجاه الصوت الصادر فأجد شجاراً قد نشب لِتَوِّه بين شابين تقترب أعمار كليهما للعشرين.
إزدادت حدة المناوشات والتلويح بالأيدي من قِبَل طرفي النزاع حتى تجرأ أحدهما على إخراج آلة حادة مهدداً الآخر بها، رغم كون هذا الحدث مريباً لكنه لم يكن بالسوء الذي سأسرده الآن.
رُقِعَت الآلة الحادة أمام أعين أصدقائهم دونصدور ردة فعل واحدة أو حتى إستنكار هذا الفعل المشين، الأغرب من ذلك هو مكوث كبار السن على المقهى دون التدخل لفض هذا الشجار أو حتى المحاولة!
تركت فنجان القهوة تاركاً الرشفة الأخيرة التي أقدسها تقديساً خاصاً وأسرعت تجاههم لمحاولة الفض فهرول الجميع خلفي لمساعدتي!
هل كنت منتظراً لتحرك أحد الأشخاص حتى يبث في قلبك الجرأة والشجاعة لفعل هذا الأمر!
انتشلت الشاب الذي هُدِّد بالآلة الحادة من الزحام وأبعدته قليلاً عن مركز الصراع لأعرف سبب الشجار ثم نفس الفعل فعلته مع الآخر وانتهت الأمور ب “حقك عليا .. خلاص مفيش حاجه”
قلت حينها في قرارة نفسي “أليس منكم رجل رشيد”!