الهروب الكبير .. بقلم الكاتبة: جيهان حنا
كلنا هاربون يا صديقي… كلنا نعشق الهروب.. في وقت ما.. كلنا نحتاج أن نهرب من.. أو الي…
تضيق دنيانا فنهرب من واقع إليم، لا نستطيع أن نواجهه… نخافه….من أماكن..من ذكريات… من أشخاص..من مواقف…من مواجهات…من أي شئ كان يوما ما سبب في ضيقنا و حزننا … تسبب في مرضنا وضياع عمرنا… نضحك علي أنفسنا مدعين … ونقول بضحكات ساخرة و لكن بعيون دامعة حزينة « انا لا أكذب ولكني أتجمل»..
وتتوالي التبريرات….ونصيح.. حقيقي أنا لست خائفه و لا أكذب عليك…ولا أهرب….لا ليست لدي مشكلة ما….لا لست متضايقة….لم يهينني أحد…لم يغلق أعزّ شخص بابه في وجهي…..لم يفلت يدي ويرفض مساعدتي أحب الناس الي قلبي….لم يخذلني صديق كان أو قريب أو حبيب…لم يعدني أحد بوعود ذائفة…. لم أحلم بشئ إلا وحققته…حياتي مثالية..الكل يحبني…الحال ميسور…الأولاد سند…والزوج ضهر و خير عون… الحياة ورديه..الأخوات بيوتهم بيوتي..الأهل حماية وضمان من غدر الزمان….
تعلمت أن تكذب و أن تتجمل حتي طﻤست معالمك و نسيت تفاصيلك و صدقت أنت نفسك الأكذوبة التي أختلقتها…..وتهت معها…وتاه معها حقيقة مشاعرك…أختلط بك أنت الأمر فما بالك بمن حولك..
أنها متطلبات العيش بهذا الزمان… ليس فقط أن تتحمل لتصبح مقبولا بين الناس بل تلبس الف قناع و قناع وتتلون لتخفي حقيقتك كي لا تبدو ضعيفا….هشا…
تتجمل لتبدو أفضل وبحاذبية أكبر…. حتي تروق لمن يراك و يستحسن شخصيتك..
هل نفعل ذلك مع آحب الناس الي قلوبنا…مع إختياراتتا.؟؟؟
نعم.. نخشي علي من اختاره قلبنا إن يمل من شكوانا.. من غضبنا… أو أستيائنا.. من تقلب أمزجتنا…. أطلقت عليها من قبل الشيزوفرانيا اللازمة للحياة….
أذن يجب ان نفهم ان لكل منا نقطة ضعف أو نقاط ضعف… تكمن المشكلة في أن إذا ما زادت نقاط ضعفك أصبحت عيوبك وسلبياتك غالبة… و فقدت السيطرة علي تغيير الاقنعة.. ينقلب السحر علي الساحر فبدل من أن كنت تتجمل بدافع الأبهار … أزددت تشوها وقبحا… فقررت أخطر الأشياء… أن تهرب من ذاتك… أن تطفئ روحك.. أن تنذوي.. وتتجنب الكل… أن تذبل…
قد تاخذ منك هذه المراحل ساعات… أيام… سنين…الي آخره.. ويعود لك السلام النفسي والأتزان العقلي.. وتتخطي مرحلة الخطورة و تنفض غبار الحزن و الهم… أو، قد تخور قواك و أنت تعافر و تنهزم.. و تضيع تماما…. عليك أنت الاختبار….
صدق إنك أنت وحدك…وحدك فقط مسير و مخير في نفس الوقت…
مسير في بعض الأمور و مخير في البعض الآخر..، مسير في أمور كثيرة ليس لك أي سلطان عليها كمقدار رزقك الآتي إليك ، و كالأخبار المفاجئة التي تأتي إليك دون سابق إنذار و التي على أساسها يحزن أو يسعد قلبك… وكذلك الأمراض التي تصيبك وموعد رحيلك من الحياة… وطريقة موتك.. و لكن كن دائم التذكر أن في رحلتك هذه لا تفقد الثقة و لا الإيمان باثنان… الثقة بربك والثقة بنفسك ،….
تعمل الثقة بالله على تقويتك في وجه المحن والمصائب، و تأخذ بيدك للنجاح والفلاح والنصرة على الأعداء….
أما الثقة بنفسك… فهي ليست الإعتقاد بان الجميع سيعجب بك بل هي أعتقاك بأن أعحاب الناس أو عدمه لن يؤثر علي شخصيتك