مقالات

حق كريم لازم يرجع .. بقلم: الدكتور أحمد مقلد

حق كريم لازم يرجع .. بقلم: الدكتور أحمد مقلد

حق كريم لازم يرجع .. بقلم: د. أحمد مقلد
كريم

مات كريم ولم تمت الحقيقة في كون المروءة والشهامة قد ذهبت بعيداً وأن البلطجة والعنف قد تخطيا الحدود لذا فلا سبيل إلا بالقانون ولكن يا سادة أين قانون إحترام الكبير وتوقير الجار وحرمة النساء وأين ذهبت أخلاق أبناء البلد الجدعان وأين حمية الدفاع عن الضعيف والنصرة له وأين دفع الظالم لينال العقوبة والردع

ولكن مع تدني الأخلاق وتردي القيم في ظل فقد القيم والمثل العليا نظراً لشعور البعض بضعف الرقابة وإنغماس البعض في براثن المخدرات والبلطجة والعنف للحصول على السطوة ونيل الشهرة والمسئول دائما هو الأسرة والمجتمع المحيط

لكون هذا الشاب البلطجي هو نتاج تربية وتنشئة سيئة تخلوا من أي رقابة أو مراقبة لسلوك أبنائها وربما كانت بيئة معززة للعنف لذا لا مجال إلا لعودة الأخلاق وعودة القيم وإحترام المثل العليا حتى يعود للمدرسة والمسجد والكنيسة دورهم ليوجهوا ويرشدوا ويحافظوا على هذا الكيان المجتمعي من خطورة الإنحراف وتدني الأخلاق.

ولكوني قد تأثرت شخصياً بهذه الحادثة ، فقد وجدت خبر وفاة كريم وصورته وهو على أجهزة الإستشفاء ومعها صورته قبل ذلك وكانت منشورة على صفحة (اسكندرية مباشر) لشاب مصري سكندري جريمته الوحيدة هي النخوة والشهامة والمروءة فقد سعي لنجدة إبنة أخته من تحرش أحد الشباب المشهور عنه سوء الخلق والبلطجة.

والآن لنتعمق في تفاصيل الحدث فقد كان بطل الحادثة المرحوم: كريم ابراهيم، وهو شاب من محافظة الأسكندرية وتحديداً من منطقة كرموز وقد بدأت أحداث الجريمة حين كان يجلس كريم على إحدى المقاهي الشعبية وفي تلك الأثناء تمر ابنة اخته في طريقها للذهاب إلي الدرس الخصوصية،

حق كريم لازم يرجع .. بقلم: الدكتور أحمد مقلد
كريم في العناية

عالم الجريمة

وهنا يظهر شاب له شهرة في عالم الجريمة وينتمي لعائلة لها تاريخ في الجريمة ويمتلكون محل موبيليات، وهنا يقوم هذا الشاب بإعتراض طريق تلك الفتاة ويحاول أن يتحرش بها بمعاكسات غير لائقة، وهنا يقوم الخال من مجلسه ليعرفه بأن هذه الفتاة هي وذكره بخطأ فعله وعدم توافقه مع أخلاقيات أبناء البلد، فلم يستجب هذا البلطجي ولكنه أمسك به وقال له بلغته المتدنية “ وانا اعاكس اي بنت معدية عااادي”،

وهنا تحتدم الأزمة وتجاذبوا الحديث بحدة من مما دفع هذا الشاب معتاد الإجرام أن يدخل محل الموبيليات خاصتهم، وأحضر مدية (مطواه) وشرع في إصابة كريم في مناطق متعددة من جسده ولم يستطع أي شخص أن يدافع عنه،

نتيجة الحادثة

كانت نتيجة الحادثة أربعة طعنات ادت إلى إستئصاله للكلية مما تبعه نزيف شديد وأصابه بمنطقة العين، وفي ذراعه وفي قدمه وظهره ولكن مع شدة الإصابة وشدة النزيف توفي اليوم هذا الشاب الذي رغب في الحفاظ على القيم والحفاظ على شرفه وحرمة الإعتداء على إبنة أخته، ولكن هنا تظهر المطالبة الشعبية بالحفاظ على حق كريم فظهر هذا الهاشتاج #حق_كريم_لازم_يرجع.

وفي نهاية حديثي أتوقع أن يكون الرد والردع هما الرد الواجب من دولة القانون، وأتمنى أن يعود للمجتمع قيمه ولأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة دورهم وأن يكون لنا قواعد إجتماعية راقية، فهل رجائي بعودة المفقود ستخيب أم سيكون لدعوتي صدى لدى أساتذة الجامعات للطب النفسي والعلوم الإجتماعية والتشريعية والقانونية لبحث السبيل للحفاظ على هذا المجتمع من تحقق تمام الغربة وفقد الهوية الوطنية لهذا الشعب الذي صنع التاريخ وأوجد ثقافة وعلوم الحاضر فهل يعقل أن يموت بيننا من يدافع عن شرفه ولا يجد من يدافع عنه من أهل المنطقة فهل غابت النخوة أم ذهبت الشهامة،

وأتمنى للقانون أن يغلظ العقوبة على ما أستجد من جرائم مجتمعية لم نسمع عنها في أيام الترابط الأسري وزادت حين إنفرد كل شخص في عالمه الإفتراضي من خلال الأجهزة الإلكترونية ومن خلال برامج التواصل الاجتماعي. فهل سيكون هناك صدى لكلمتي وهل سيعود حق كريم؟ ننتظر الرد من دولة القانون لكوننا نثق في شرطتنا وقضائنا في التصدي لمثل هذه الجرائم المستجدة في مجتمعنا الحديث.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى